طور خبراء في مجال الصحة طريقة جديدة لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر وراثي أكبر للإصابة بمرض ألزهايمر قبل ظهور أي أعراض، مما قد يساعد في تسريع إنشاء علاجات جديدة.
وترجع أهمية هذه العلاجات كون ألزهايمر من الأمراض التقدمية، والتي ينتج عنها أعراض خرف تدريجي على مدى عدة سنوات، ما يجعل من الصعب إيجاد علاج مناسب.
وكشف مانيش بارانجبي، طبيب متخصص بأمراض ألزهايمر، من معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد في كامبريدج بالولايات المتحدة الأميركية، وزملاؤه نتائج تجربة لدراسة الحمض النووي للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، في محاولة لاكتشاف علاجات مستقبلية لوقف المرض، وذلك خلال الدراسة التي عرضتها مجلة PLOS وهي ناشر للعلوم والتكنولوجيا والطب.
وحلل بارانجبي وزملاؤه بيانات، بحسب ما نقلته "ميديكال اكسبريس"، الخميس الماضي، 7.1 ملايين متغير مشترك للحمض النووي -تغييرات في تسلسل الحمض النووي القياسي- من دراسة سابقة شملت عشرات الآلاف من الأشخاص المصابين أو غير المصابين بمرض ألزهايمر. واستخدم الفريق البحثي هذه البيانات لتطوير طريقة جديدة تتنبأ بخطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر، اعتماداً على متغيرات الحمض النووي التي يمتلكها الشخص، ثم نقحوا الطريقة وتحققوا من صحة البيانات من أكثر من 300 ألف شخص إضافي، بهدف البحث عن البروتينات المسببة للمرض، وإمكانية إيجاد علاج لها.
يعاني أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف بحسب آخر دراسات قُدمت في جمعية ألزهايمر الأميركية عام 2020
وعادة ما يعاني الأشخاص المصابون بمرض ألزهايمر من فقدان تدريجي للذاكرة والوظائف الإدراكية الأخرى، ولذا من الناحية الطبية لا يمكن إيجاد علاج لوقف المرض، أو حتى الشفاء منه، بل يمكن لبعض العلاجات أن تخفف من الأعراض، ولذا كانت العديد من التجارب السريرية التي تبحث في العلاجات المحتملة غير ناجحة لأنها شملت مرضى كانوا يعانون من حالات متقدمة للغاية بحيث لا يمكن علاجهم.
ويمكن أن تساعد الأساليب الجديدة في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، خاصة أن الدراسة تتناول تحليل البروتينات في جينات الأشخاص.
ولذا، درس الباحثون البروتين لنحو 636 متبرعاً بالدم، وفحصوا ما إذا كانت مستويات الدم لأكثر من 3 آلاف بروتين أعلى أو أقل من المستوى الطبيعي بالنسبة لأولئك الذين تم تحديدهم على أنهم شديدو الخطورة، وأظهر التحليل أن 28 بروتيناً يمكن ربطها بخطر الإصابة بمرض الزهايمر، بما في ذلك العديد من البروتينات التي لم تتم دراستها مطلقاً في أبحاث مرض ألزهايمر، ما يعني أن 28 بروتيناً قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالمرض للأشخاص عند التقدم بالعمر.
28 بروتيناً، قد تكون مسؤولة عن الإصابة بالمرض للأشخاص عند التقدم بالعمر
ولاحظ الباحثون أن طريقتهم القائمة على الحمض النووي ودراسة البروتينات، قد لا تكون مناسبة للجميع لتعميمها أو مناسبة لجميع الخبراء الصحيين للتنبؤ بخطر إصابة المريض بمرض ألزهايمر، لأن الدراسة شملت فقط السكان الأوروبيين، ما يعني أن البروتينات هذه قد لا تكون مرتبطة إلا بالعرق الأوروبي، وبالتالي قد لا تكون النتائج مماثلة للأشخاص أو للسكان غير الأوروبيين، ومع ذلك، يمكن تطبيق نتائج هذه الدراسة، بهدف تسريع أبحاث مرض ألزهايمر.
ويعاني أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف بحسب آخر دراسات قُدمت في جمعية ألزهايمر الأميركية عام 2020. وسيتضاعف هذا العدد تقريباً كل 20 عاماً، ليصل إلى 82 مليوناً في عام 2030 و152 مليونًا في عام 2050. وستكون معظم الزيادة في البلدان النامية، فيما يعيش 60 في المائة من المصابين بالخرف بالفعل في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ولكن بحلول عام 2050 سيرتفع هذا إلى 71 في المائة.