دراسة إسرائيلية: جائحة كورونا فاقمت العنصرية والشروخ في المجتمع الإسرائيلي

08 ديسمبر 2020
هذه الشروخ مرشحة للتعمق أكثر إذا أجريت انتخابات نيابية جديدة (إيمانويل دونان/فرانس برس)
+ الخط -

بيّن بحث لجامعة بار إيلان، المحسوبة على التيار الديني الصهيوني الاستيطاني، ينشر اليوم الثلاثاء، أن جائحة كورونا فاقمت من الشروخ والفروق بين مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي في دولة الاحتلال.

ووفقاً للبحث الذي نشرت نتائجه الجزئية في موقع "معاريف"، اليوم، فإن هذه الشروخ مرشحة للتعمق أكثر فأكثر إذا أجريت انتخابات نيابية جديدة في إسرائيل، تشير التقديرات إلى احتمال إجرائها بين مارس/آذار ومايو/أيار، تبعاً للتطورات الحزبية الداخلية.

ووفقاً لـ"معاريف" تظهر نتائج البحث المذكور، الذي أجري بشراكة بين جامعة بار إيلان والكونغرس الإسرائيلي، أنّ 29% من المتدينين في إسرائيل مثلاً يفضلون شراء سيارة من يهودي متدين وليس من يهودي علماني، وأنّ نحو 17.5% يفضلون أن يساعدهم مثلاً في تغيير إطار سيارة معطوب، يهودي متدين. أما في أماكن العمل، فإنّ 47% من المتدينين اليهود يفضلون العمل مع متدينين، وأنّ 61% منهم يفضلون العيش فقط في أحياء للمتدينين.

وتناول البحث أيضاً مواقف المتدينين (الصهيونيين) أيضاً من الإسرائيليين الشرقيين (السفارديم)، ومن أنصار اليمين مقابل أنصار اليسار في إسرائيل. وبيّنت النتائج أنّ 55.55% من العلمانيين اليهود يفضلون جيراناً علمانيين، وأنّ 39% من مصوتي أحزاب الوسط واليسار يفضلون العمل مع أشخاص ليبراليين مثلهم. وقال 26% من الإسرائيليين من أصول أشكنازية إنهم يفضلون شراء سيارة مستعملة من أشكناز مثلهم، مقابل 6%من شرقيين، فيما فضل 31% من اليمنيين السكن فقط في أحياء سكنية لمؤيدي اليمين.

وتزداد حدة النتائج عندما يتصل الموضوع بالعلاقة مع العرب الفلسطينيين في الداخل، ومواقف عموم الإسرائيليين منهم. فقد قال 48% من مجمل اليهود المشاركين في البحث إنهم يفضلون أن يقوم مواطن يهودي بمساعدتهم في تغيير إطار سيارة معطوب، وقال 61% منهم إنهم يفضلون شراء سيارة مستعملة من مواطن يهودي. وأعلن 69% من اليهود إنهم يفضلون السكن في أحياء يهودية فقط، فيما فضل 55% منهم العمل فقط مع يهود.

وبيّن البحث أن المجموعة اليهودية الأكثر تسامحاً وانفتاحاً على الشرائح الأخرى في المجتمع الإسرائيلي بحسب البحث هي بالذات مجموعة اليهود الشرقيين ومصوتي أحزاب الوسط واليسار. فقد تبين مثلاً أن 2% من اليهود الشرقيين على استعداد أو يفضلون شراء سيارة مستعملة من يهودي من أصول شرقية و11% منهم يفضلون العيش في أحياء لليهود الشرقيين. أما في صفوف مصوتي اليسار، فإنهم لا يأبهون بهوية من يساعدهم مثلاً في تغيير إطار سيارة معطوب (6%) أو من يقطن في الشقة المقابلة لشقته.

ونقل موقع "معاريف" عن معد الدراسة د. جلعاد وينر قوله، إنه إلى جانب الأزمة الصحية والاقتصادية التي جلبتها جائحة كورونا، "فقد نشأت أزمة ثقة اجتماعية تعمّق الشروخ الاجتماعية والثقة، وتزيد من مظاهر العنف والكراهية في المجتمع الإسرائيلي، ومن شأن معركة انتخابات جديدة أن تزيد من التوتر بين المجموعات المختلفة لدرجة الانفجار".

وكانت العنصرية الإسرائيلية البنيوية قد تجلت مع اندلاع جائحة كورونا، من خلال اتهامات سريعة من وزراء وأعضاء كنيست ضد مجتمع الحريديم، واتهام الحريديم بالمسؤولية عن نشر الجائحة، ثم تحولت هذه التصريحات العنصرية، خلال شهر مارس/آذار، ومن قبل وزراء في الحكومة، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الصحة السابق يعقوف ليتسمان، لتوجيه هذه الاتهامات، خصوصاً بعد تفشي الموجة الثانية من الجائحة في إسرائيل، ضد المجتمع الفلسطيني في الداخل، واتهام العرب في الداخل بنشر الجائحة بفعل عدم التزامهم بتعليمات وزارة الصحة، على الرغم مما كشفته الجائحة من سياسات عنصرية ضد المجتمع الفلسطيني، تجلت في أبشع صورها بتأخير بدء إجراء فحوصات للكشف عن المرض، وعدم تجهيز مراكز لفحص المرض والإصابات، داخل المجتمع الفلسطيني.

المساهمون