تفاقمت أزمة سكان إقليم دارفور والنازحين في المخيمات، مع ظهور بوادر أزمة جوع طاحنة، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتعطّل وصول المساعدات الإنسانية، بحسب شهود.
وقال شهود عيان، الثلاثاء، إن أحياء مدينة الفاشر الشمالية والشرقية ومعسكري نيفاشا وأبوجا للنازحين، وهي منطقة سيطرة الجيش "تشهد اشتباكات بين حين وآخر".
دارفور... اشتباكات ومجاعة
وأوضح الشهود أن الأوضاع تكشف عن "معاناة لا يمكن تصورها، حيث نقص حاد في السلع الأساسية، وتوقف عدد من المراكز الصحية وخروجها عن الخدمة"، مضيفين أنه لم تعد الكهرباء موجودة في المدينة إلا في أماكن محددة، بفعل الاشتباكات المستمرة ولعدم توفر الوقود.
من جهتها، قالت الصحافية سعدية علي آدم من مدينة الفاشر -أكبر مدن الإقليم- إن المواد الغذائية بالمدينة أصبحت شبه معدومة تماماً، موضحة "هناك بوادر مجاعة داخل الأحياء السكنية".
وأضافت: "كذلك في المعسكرات التي تأوي عدد كبيراً من النازحين، بعد توقف حركة القافلات التجارية أصبحت هناك مجاعة وحالات سوء تغذية حادة للأطفال وكبار السن".
وتضم الفاشر عدداً كبير من معسكرات النزوح، أكبرها معسكرا زمزم ونيفاشا، بالإضافة إلى دور الإيواء التي لجاء إليها النازحون، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدن نيالا زالنجي والجنينة والضعين.
والاثنين، نشر متحدث منسقة النازحين واللاجئين آدم رحال، على فيسبوك صوراً لأطفال ولاجئين يعانون من سوء التغذية في معسكرات النزوح بدارفور.
كما نشر في وقت سابق فيديو يظهر أطفالاً أعمارهم أقل من خمس سنوات يعانون من سوء تغذية في مخيم "كلمة" للنازحين بولاية جنوب دارفور.
والجمعة، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة كاثرين راسيل في بيانين إن "الحرب الوحشية في السودان تدفع البلاد نحو المجاعة والخسائر الكارثية في الأرواح، وخاصة بين الأطفال".
وذكرت أن هناك أدلة على "ارتفاع معدلات وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية، وخاصة بين الأطفال النازحين".
مساعدات اللاجئين السودانيين في تشاد قد تتوقف الشهر المقبل
من جهة أخرى، قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الثلاثاء، إن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات الآلاف من اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل ما لم يتم تقديم مزيد من التمويل.
ومنذ اندلاع الصراع في السودان، قبل عام تقريباً، فر أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني إلى تشاد عبر الحدود الصحراوية الطويلة، وأصبحت البلاد حالياً واحدة من المناطق الرئيسية للاجئين في أفريقيا، حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه يكافح من أجل توفير الطعام لجميع اللاجئين، والعديد منهم بالفعل لا يحصلون على وجباتهم كاملة. ويعاني ما يقرب من نصف اللاجئين السودانيين من الأطفال دون سن الخامسة من فقر دم حاد.
وقال بيير هونورات، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد: "خفضنا بالفعل عملياتنا بأساليب لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط، مما ترك من يحتاجون إلى الطعام على شفا المجاعة"، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى مانحين لمنع الوضع من التحول إلى كارثة شاملة".
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن مسار الإمدادات من تشاد إلى إقليم دارفور بالسودان، حيث يتفاقم الجوع، معرض للخطر أيضاً بسبب نقص التمويل.
ومع مزيد من الموارد، سيتمكن برنامج الأغذية العالمي من تعزيز مخزون الغذاء قبل موسم الأمطار عندما تنقطع الإمدادات عن بعض اللاجئين في تشاد، بسبب ارتفاع منسوب الأنهار. ويطالب برنامج الأغذية بشكل عاجل بمبلغ 242 مليون دولار لدعم عملياته في الأشهر الستة المقبلة.
ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً خلّفت حوالي 13 ألفاً و900 قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)