ضربت أمطار شديدة الغزارة مدينة تطوان شماليَّ المغرب، وسبّبت إغراق العديد من أحيائها، وتعطل حركة السير، وبُثّ الرعب في نفوس ساكنيها، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة، فيما لم يجرِ الحديث عن خسائر بشرية حتى الآن.
وتحولت العديد من أحياء المدينة إلى مناطق محاصرة، بسبب مياه الفيضانات التي جرفت السيارات وبعض الأشخاص، بحسب ما وثقته فيديوهات تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيما وجد العديد من سكان المدينة أنفسهم محاصرين داخل منازلهم بعد أن غمرتها مياه الأمطار.
وكشفت السلطات المحلية لعمالة تطوان، ليل الاثنين، أن تساقطات مطرية مهمة، بلغت 100 ملم ما بين السابعة صباحاً والرابعة بعد زوال الاثنين، سجلت في مدينة تطوان، ما أدى إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها خسائر مادية عديدة.
وأعلنت السلطات تسجيل تسرّب لمياه الأمطار في ما يناهز 275 منزلاً بمجموعة من أحياء المدينة، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة. كذلك أدت التساقطات الغزيرة إلى انهيار جزئي للجدران الخارجية لبعض المؤسسات والمرافق، وغمر بعض المقاطع الطرقية بالمياه، مع ما رافق ذلك من اضطراب أو توقف لحركة السير في عدد من المحاور والمسارات.
وبينما أكدت السلطات أنه جرت تعبئة جميع الموارد البشرية واللوجستية الضرورية، من أجل مواجهة هذه الحال الاستثنائية، والتخفيف من تأثير هذه الفيضانات، والحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، والتدخل من أجل إعادة انسيابية حركة السير بالمحاور المقطوعة، كشفت فيديوهات جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الخسائر التي طاولت ممتلكات خاصة.
وحمّل مواطنون ونشطاء مسؤولية ما وقع لمسؤولي البلدية الذين عجزوا عن تنفيذ مشروع لحماية المدينة من الفيضانات، رغم أن حوادث الفيضانات تكررت في المدينة خلال السنوات الماضية، وكان أخطرها في عام 2008. وانتقد المواطنون الشركة المكلفة تدبير قطاعات الماء والكهرباء والتطهير السائل (الصرف الصحي) جراء عدم استثمارها في تأهيل البنية التحتية المرتبطة بتصريف مياه الأمطار وقنوات التطهير الصحي.
وسبق لمديرية الأرصاد أن حذرت في وقت سابق من زخات رعدية قوية ما بين 40 و70 ملم، اعتباراً من يوم الاثنين إلى غاية زوال الثلاثاء، في كلٍّ من الحسيمة وشفشاون والفحص أنجرة والمضيق والفندق (شمالي المغرب).
وتأتي فيضانات تطوان، بعد أيام على مصرع 29 عاملاً جراء غمر مياه الفيضانات لشركة غير مرخصة في مدينة طنجة شماليَّ المغرب أيضاً.