يشكو أهالي مدينة الرقة السورية من سوء جودة الخبز، وانخفاض وزن "الربطة"، ونقص الكميات المتوفرة منه، وتقاعس جهات المراقبة، ضمن مشكلات كثيرة تعاني منها المدينة التي دمرتها المعارك بين تنظيم داعش من جهة وقوات سورية الديمقراطية والتحالف الدولي من جهة أخرى.
يقول سكان المدينة أن الخبز المتوفر ليس مناسبا ليتناوله البشر، وأشار عمار الحسن إلى أن السبب الوحيد الذي يدفع الأهالي للحصول على الخبز من الأفران العامة المدعومة من قبل المجلس المدني، هو عدم قدرتهم على الشراء من الأفران الخاصة بسبب ارتفاع الأسعار. وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "المشكلة ليست في مدينة الرقة وأحيائها، فالشكاوى نفسها في أغلب القرى المحيطة بالمدينة، ومنها رطلة ومزرعة حطين وقرى منطقة الكسرات بريف الرقة الجنوبي.
وقال ممدوح أبو أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "خبز حي الصالحية في الرقة يصل إلى الأهالي وكأنه مصنوع من النخالة، وهناك إهمال كبير من قبل مجلس الرقة المدني وإدارة التموين. الخبز السياحي متوفر في الأفران الخاصة في أغلب الأوقات، لكن لا قدرة مالية على شرائه، ويضطر الناس لتناول الخبز المدعوم رغم الجودة المنخفضة. في بعض الأحيان يكون هناك نقص في الوزن، وفي أحيان أخرى يكون طعم المازوت واضحا في الخبز، ولا نشعر بالغرابة عندما نشعر بالرمل".
بدوره، كشف مصدر خاص، لـ"العربي الجديد"، أن هناك تنسيقا بين الإدارة الذاتية الكردية والنظام السوري بخصوص الخبز في عموم مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية، كونها تحصل على الطحين والخميرة من النظام، وكذا قطع الغيار اللازمة لصيانة الأفران، وأضاف أن الإدارة الذاتية تبرر انخفاض جودة الخبز المدعوم في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة بسوء جودة الخميرة التي تصل إلى الأفران، ورداءة الطحين.
وتعتبر مناطق سيطرة الإدارة الذاتية من أغنى المناطق وأوفرها في إنتاج القمح، إضافة إلى الإمكانيات المتاحة لبناء أفران حديثة بدعم من الجهات الدولية الممولة لها، وتوفر الوقود اللازم لتشغيل تلك الأفران، ما يعني أن أزمة الخبز التي يعاني منها المواطن في الرقة وغيرها من المناطق غير منطقية.