خالد غنيمة: في مزرعتي أنتج الورد الجوري وأنعزل عن مصائب حرب سورية

26 يوليو 2022
مزرعة خالد غنيمة للورد الجوري تختصر عالمه (عامر السيد علي)
+ الخط -

"مزرعتي هي كلّ حياتي، وفيها أنعزل عن جوّ الحرب ومصائبها. أحاول دائماً تطويرها، فهي مصدر رزقي ومعيشتي مع عائلتي". هكذا يصف خالد غنيمة مزرعته التي ينتج فيها الورد الجوري، وتقع في بلدة كللي بريف إدلب شمال غربي سورية.

ويقول غنيمة لـ"العربي الجديد" إنّ العمل في المزرعة "ممتع ومدخوله جيد"، لكنّه يلفت إلى معاناته من صعوبة تأمين المياه، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة.

ويعيش غنيمة حياة بسيطة في مزرعته تلك. فإلى جانب الورد الجوري الذي يبيعه أو يصنع منه المربّى لزبائنه في حال طُلب منه ذلك، يزرع غنيمة بعض أنواع الخضراوات لعائلته. ويقرّ بأنّه سعيد بحياته، لكنّ غصّته الوحيدة فقدانه أحد أولاده في قصف سابق لقوات النظام السوري.

الصورة
مزرعة ورد في شمال سورية 2 (عامر السيد علي)
هذه الورود مصدر رزق خالد غنيمة وعائلته (عامر السيد علي)

ويوضح غنيمة أنّ "هذه المزرعة الصغيرة لرجل في مثل سنّي هي الحياة كلها. فالأرض غالية جداً بالنسبة إلينا، ونحن نحبّ أن نعمّر الأرض ونجدّد بها". يضيف أنّ "الوضع مقبول والعمل جيّد في مجال الورد. ثمّة فائدة مادية منه، لكنّ عدد أفراد عائلي ثمانية، الأمر الذي يجعل دخل هذا المشروع غير كافٍ لنا، في الواقع".

وعن طرق تطوير العمل فيها، يشرح غنيمة: "إذا كانت بئر المياه أكبر وكذلك مقوّمات المزرعة، فإنّ ذلك يوفّر عليّ ذلّ السؤال وطلب المساعدات"، مشدداً "نحن في حاجة إلى تطوير المزرعة".

وحرصاً منه على خلوّ الورد من أيّ منتجات كيميائية، لا يستخدم غنيمة في مزرعته إلا المواد العضوية، كون الورد المنتج فيها يُستخدَم في صناعة المربّى والشراب والعطورات. ويعبّر عن خوفه الدائم من ذبول الورد لديه في حال التأخّر في قطافها.

بالنسبة إلى غنيمة فإنّ "مواسم الورد الرائعة لأنّها مواسم معطاءة والناس في حاجة إليها"، ويشرح أنّ "الورد يُنتج ما بين شهرَي إبريل/ نيسان ونوفمبر/ تشرين الثاني، وثمّة فترتَي ثبات. وهو مطلوب للمربّى، ونحن نقدّمه جاهزاً لمن يطلبه". ويؤكّد أنّ "ليس هناك أجمل من الورد والتعامل مع الورد ومذاق الورد وشراب الورد الذي يقدّم في المناسبات".

وزراعة الورد الجوري وتجارته مهنة خالد غنيمة التي يحبّها ويكسب من خلالها رزقه في أرضه التي تبلغ مساحتها أربعة دونمات في بلدة كللي. وتُعَدّ مواسم الورد الجوري من أشهر مواسم المزروعات السورية، وفيها يُقطف في يوم ويترك في اليوم الذي يليه. وإلى جانب المربّى، يُستخدَم الورد الجوري في صناعة العطور وكذلك يُجفَّف لإضافته إلى خلطات الزهورات.

المساهمون