تتكرر حوادث الخطف في منطقة ريف حمص الشمالي بسورية، وسط تزايد مخاوف السكان وفقدانهم الشعور بالأمن والأمان، خاصة في ظل عجزهم عن أداء مبالغ الفدية التي تطلبها عصابات الاختطاف والسلب.
وشهدت مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، أمس الخميس، حادثة اختطاف 10 أشخاص، بينهم نساء، من محافظة حمص، كانوا في طريقهم إلى لبنان عبر طرق التهريب، وفقاً لما أكدت مصادر لـ "العربي الجديد"، والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتجمع عشرات الأهالي الليلة الماضية أمام مفرزة الأمن العسكري للمدينة مطالبين قوى الأمن التابعة للنظام بالتدخل والإفراج عن المختطفين.
الإعلامي خضر العبيد، أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن عملية الاختطاف حدثت مساء أمس الخميس، إذ خطفت عصابة حافلة (سرفيس) تقل الركاب، وعددهم عشرة أشخاص، من بينهم نساء. وقال: "عمليات التهريب في المنطقة تتم بالتوافق ما بين الأمن العسكري والعصابات النشطة في البلدات الحدودية مع لبنان في الريف الغربي لمحافظة حمص، وكنا نعرف سابقاً أن الأمن العسكري يطالب هذه العصابات بتسليم مجموعة من الأشخاص الذين يغادروا حمص عبر طرق التهريب إلى لبنان، وغالباً ما تكون الدفعة الرابعة، حيث يسمح الأمن العسكري بمرور 3 دفعات، شرط إلقاء القبض على الدفعة الرابعة".
وتابع العبيد: "في الوقت الحالي عمليات التهريب ذهاباً إلى لبنان وعودة إلى سورية تتم بالطريقة ذاتها، وحوادث الاختطاف تتم بالتنسيق مع المهربين والفرقة الرابعة وقوى الأمن، وفي الغالب تتراوح المبالغ المالية ما بين 5 و10 آلاف دولار عن الشخص الواحد". مشيراً إلى أن عصابة "شجاع العلي" هي المسؤولة عن عملية الاختطاف التي تمت أثناء عودة المختطفين من لبنان عبر التهريب عند جسر بلدة شين في الريف الغربي لمحافظة حمص.
وفي الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2023، قتلت العصابة التي يتزعمها "شجاع العلي" امرأة تنحدر من مدينة تلدو في الريف الشمالي لمحافظة حمص، خلال عبورها طريق التهريب إلى لبنان. والعصابة المسلحة تنفذ عمليات خطف مقابل الفدية وتشرف على طرق التهريب بين حمص وطرطوس ولبنان.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن شجاع العلي مقرب من شعبة الأمن العسكري ومن حزب الله اللبناني.
ووفق تقرير المرصد الصادر اليوم الجمعة، فإن مواطنين تجمعوا الليلة الماضية عند مدخل مدينة تلبيسة وحاول نحو 100 رجل قطع طريق حمص - حماة بالإطارات المشتعلة للضغط على القوى الأمنية للإفراج عن المختطفين.
أحمد تلاوي من مدينة تلبيسة قال في حديثه لـ"العربي الجديد": "عصابات الخطف أصبحت تثير مخاوف السكان وليس هناك من يضع حدّاً لها، وسبب لجوء الناس إلى طرق التهريب هو الخوف من أمن النظام، فغالباً ما يحاول مطلوبون للخدمة العسكرية، أو شبان يبحثون عن فرصة عمل سلوك هذه الطرق، وهنا يقعون في قبضة العصابات، كما أن المهاجرين بطرق غير نظامية معرضون للاختطاف، لقد أصبح الأمر مخيفاً في المنطقة".
ونقل مصدر من ريف حمص الشمالي لـ"العربي الجديد" أن عصابات الخطف تبتز السكان في المنطقة، خاصة من يسلكون طرق التهريب إلى لبنان، سواء عودة أو ذهاباً، وتكررت حوادث الخطف على الطرق عدة مرات، ومنها حادثة سجلت قبل شهرين لشاب ينحدر من مدينة تلدو بمنطقة الحولة، طالبت العصابة ذويه بمبلغ 10 آلاف دولار بداية لقاء الإفراج عنه، وبعد المفاوضات أفرجوا عنه بمبلغ 8 آلاف دولار.
وتابع المصدر: "هناك مخاوف من تعاون هذه العصابة مع أشخاص ضمن الحدود اللبنانية لخطف الأشخاص مقابل الفدية، وهذا الشهر اختطف شخص أربعيني من مدينة تلدو في ريف حمص الشمالي خلال وجوده في لبنان، ويطالب الخاطفون بفدية بنحو 20 ألف دولار أميركي ولا يزال مختطفاً لديهم".