أطلقت الحركة الوطنية الأسيرة (الرابطة) في الداخل الفلسطيني، أخيراً، حملة بعنوان "لأجل الأسرى" تهدف إلى توفير ملابس للأسرى الفلسطينيين في سجن "جلبوع"، بعد حظر الزيارات من الضفة الغربية منذ أكثر من عام. وعلى خلفية أزمة كورونا، تُمنَع زيارات ذوي وعوائل الأسرى الفلسطينيين من الضفة، وهو الأمر الذي أدّى إلى نقص في الملابس الأساسية التي يُسمح لهؤلاء بارتدائها في السجون الإسرائيلية والتي يحصلون عليها من خلال الزيارات التي يتلقونها. يُذكر أنّ 580 أسيراً فلسطينياً يقبعون في سجن "جلبوع".
يوضح الأسير المحرر منير منصور، رئيس الحركة الوطنية الأسيرة (الرابطة) في الأراضي المحتلة عام 1948، من بلدة مجد الكروم شرق مدينة عكا، أنّه "وصلنا نداء من سجن جلبوع يفيد بأنّ مئات من الأسرى في حاجة إلى ملابس. فمنذ بداية أزمة كورونا، توقّفت الزيارات، أي لمدة عام ونصف العام تقريباً، بالتالي سُجّل نقص في الملابس. وفي ضوء ذلك، أطلقنا حملة مساء أمس الثلاثاء باسم الحركة الأسيرة، وقد سجّلنا تجاوباً كبيراً في أقلّ من يوم واحد". يضيف منصور: "نحن نتحدث عن ملابس جديدة تليق بالأسرى، ونأمل أن نتمكّن من جمعها بحلول يوم السبت المقبل، فنتمكّن من إدخال الدفعة الأولى صباح يوم الإثنين المقبل"، مشيراً إلى أنّ "الملابس تدخل عادة بواسطة عوائل الأسرى، لكن في غياب الزيارات طوال هذه المدة، سُجّل نقص مع اهتراء المتوفّر لدى الأسرى من ملابس أساسية وداخلية".
ويؤكد منصور أنّ "الحملة كبيرة، وثمّة تجاوباً من أبناء شعبنا ومن الهيئات، ونطمح إلى تأميم النقص"، لافتاً إلى أنّ "كادر الحركة الأسيرة والناشطين المهتمين بقضية الأسرى والقضية الوطنية يبدون تفاعلاً، ويُسجَّل التفاف. والمؤشرات الأولية للحملة تفيد بأنّ التجاوب يمتدّ من جنوبي البلاد إلى الشمال". ويكمل منصور أنّ "الاتفاق تمّ ما بين الحركة في سجن جلبوع وإدارة السجن لإدخال الملابس استثنائياً". ويشدّد منصور: "أملنا كبير بالحركة وبأبناء شعبنا، لأنّ الوقت ضيّق، علماً أنّنا نلبّي دائماً نداءات الأسرى السياسيين في كل المجالات".
من جهته، يقول نديم يونس وهو ناشط في الحركة الأسيرة ومن المبادرين إلى هذه الحملة إنّ "إدارة السجون تمنع زيارات ذوي الأسرى من الضفة الغربية بسبب أوضاع كورونا هناك. وقد وصلتنا مناشدة من قبل الأسير أيمن حاج يحيى من سجن جلبوع، وهو من بلدة الطيبة وسكرتير الرابطة في الداخل الفلسطيني، بأنّ ثمّة نقصاً في الملابس لدى كثيرين. فأطلقنا الحملة أمس، وثمّة إقبال وتجاوب مشرّفان من الناس".
يضيف يونس أنّ "للملابس المطلوبة شروطاً وفق إدارة السجن، إذ يُمنَع لبس اللون الأزرق الفاتح لأنّه اللون المعتمد للسجانين الإسرائيليين، كذلك تُمنع القمصان مع قبّة بشكل رقم سبعة". ويشير يونس إلى أنّه "في كل عام، ننظم حملة في شهر رمضان لمصلحة قطاع غزة، لكنّ لهذا العام ظروفه الخاصة بالنسبة إلى الأسرى في ظل وباء كورونا والأوضاع في الضفة الغربية ومنع الزيارات منها".