حملة لإعانة الأسر الفقيرة بغاز الطهي في غزة

30 يناير 2021
تستهدف الحملة تعبئة الغاز لـ1000 أسرة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

تتجدّد معاناة الفلسطينية، أم محمد اسكافي، في كلّ مرة ينفد فيها غاز الطهي في جرّتها الوحيدة التي تستخدمها للطهي وإعداد الطعام لأطفالها، نتيجة ظروفها الصعبة وعدم مقدرتها على دفع ثمن تعبئتها، لتستمرّ معاناتها حتى يتبرّع لها أهل الخير من أجل تعبئتها من جديد.

معاناة اسكافي هذه، هي نموذج لمعاناة شريحة واسعة من الأسر الفقيرة في قطاع غزة المحاصر والمنهك اقتصادياً، التي تجد من يقدم لها الغذاء عبر مشاريع السلات الغذائية، إلاّ أنّها نادراً ما تجد من يقدم لها المستلزمات الأساسية كتعبئة الغاز.

ويعيش أكثر من ثلث سكّان قطاع غزة تحت خط الفقر المدقع –وفق آخر الإحصائيات لوزارة التنمية الاجتماعية- فيما يعاني 70% من سكّانه من انعدام الأمن الغذائي، وتضطر غالبية الأسر المتعففة في القطاع إلى شراء المستلزمات الأساسية كالماء والغاز عن طريق الاستدانة، أو التعبئة بالحد الأدنى وفق ما يتوفر لديها من نقود.

حملة لتعبئة جرار الغاز - غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتقول المواطنة اسكافي لـ"العربي الجديد"، إنّه يمر عليها أيام وأحياناً أسابيع من دون أن تقوم بطهي الطعام لأطفالها، وتقدم لهم الأطعمة والمعلّبات الجاهزة. إلاّ أنّها تجد صعوبة كبيرة في ذلك، خاصة في فصل الشتاء، فتعمد إلى إشعال الكراتين والأوراق التالفة بهدف الطهي وتسخين الماء.

واستفادت المواطنة اسكافي من حملة أطلقها نشطاء ومبادرون فلسطينيون في قطاع غزة، لتعبئة غاز الطهي للأسر المتعففة (تكلفة أنبوبة غاز الطهي الواحدة، سعة 12 كيلو، نحو 18 دولاراً). وأضافت أنّ مثل هذه الحملات تساهم في التخفيف من معاناتها في توفير غاز الطهي وهو من مستلزمات البيت الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

وأطلق مبادرون فلسطينيون في قطاع غزة، خلال الأيام الماضية، حملة لتعبئة غاز الطهي للأسر المتعففة والتي تستهدف في مرحلتها الأولى 1000 أسرة على مستوى القطاع. ويجمع المبادرون التبرّعات عبر الأصدقاء والمعارف من خلال خلية عمل  موجودة في كلّ محافظة من محافظات القطاع الخمس، لإغاثة تلك الأسر، خاصة في ظلّ أجواء البرد القارس التي يمر بها القطاع.

وبما أنّ المبادرة فردية غير مدعومة من جهات حكومية أو أهلية، فهي تمثل تحديا كبيرا بالنسبة للقائمين عليها، وفق ما يقوله، أسامة أبو دلال، أحد القائمين على المبادرة لـ"العربي الجديد". ويوضح أنّ تعبئة 1000 جرة على مستوى القطاع، بجهودٍ فردية بحتة، في ظلّ تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع بشكلٍ عام، أمر صعب.

وأشار أبو دلال، إلى أنّ هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، بل هي مبادرة تتجدّد للعام الثالث على التوالي، وتأتي بالتزامن مع فصل الشتاء. وسيتمّ تجديدها كذلك مطلع شهر رمضان، أي بعد نحو شهرين، حين تكون الكثير من الأسر بحاجة إلى تعبئة الغاز لإعداد الطعام.

ومع الساعات الأولى لإطلاق المبادرة، استطاع المبادرون المنتشرون في محافظات القطاع الخمس، جمع مبلغ مالي يمكّنهم من تعبئة 400 جرة غاز للأسر الفقيرة، فيما ما زالت المساهمات المالية تصلهم لتعبئة عدد أكبر منها.

حملة لتعبئة جرار الغاز - غزة (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وأضاف الناشط الفلسطيني أبو دلال، أنّ هذه المبادرة تعدّ الأضخم على مستوى قطاع غزة، حيث تشمل للمرة الأولى محافظات القطاع كافة، وتشمل أكبر عدد لتعبئة أجرار الغاز للأسر الفقيرة والتي قد تتجاوز 1000 جرة.

ودعا المبادر الفلسطيني المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية والأهلية، إلى تقديم يد العون للأسر الفقيرة ليس عبر تقديم معونات غذائية فقط، لافتاً إلى أن لهذه الأسر احتياجات أبعد من الطعام، أبرزها غاز الطهي وغيره من المستلزمات الضرورية.

وأشار إلى وجود مئات الأسر التي زارها المبادرون، لا تجد حتى ما تأكله أو تطهو به أو ينفعها في يومها، إلا أنّها متعففة جداً وتفضّل الجوع والبرد على أن تمدّ يدها للناس.

المساهمون