حملات إنسانية متنوعة تنشر ثقافة التكافل الاجتماعي في العراق

12 أكتوبر 2022
مساعدة الشرائح المجتمعية الأكثر تضرراً (صباح عرار /فرانس برس)
+ الخط -

تشهد عدة مدن من جنوبي العراق أنشطة خيرية مختلفة لمساعدة الشرائح المجتمعية الأكثر تضرراً من تردي الأوضاع المعيشية في البلاد، ضمن مبادرات تُشرف عليها القوى المدنية وحراك "تشرين".

وتتضمن الحملات مساعدة مرضى الكلى والأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة من المعوقين وجرحى المعارك والعمليات الإرهابية، وصولا إلى النازحين والمهجرين. في مدينة النجف، جنوبي العراق، نجح عدد من الناشطين في جمع مبالغ مالية لإجراء عمليات جراحية لأكثر من 30 شخصاً من الفقراء، بينما تخطى عدد البيوت التي تم تشييدها في ذي قار المجاورة 100 منزل، وكلها لأيتام وأرامل أو لذوي إعاقة تم نقلهم من مساكن عشوائية إلى منازل نظيفة وآمنة بفعل حملات القوى المدنية.

واليوم الأربعاء، تم في البصرة تسليم سيدة مسنة منزلا لتسكن فيه مع بناتها في ضواحي المدينة، وقال الناشط حسين الفتلاوي لـ"العربي الجديد"، إنهم جمعوا مبلغ 60 مليون دينار (نحو 45 ألف دولار)، عبر صناديق تبرعات من أجل بناء منزل لهذه الأم التي فقدت زوجها وابنها بهجوم إرهابي قبل سنوات وكانت مهددة أن تصبح بالشارع.

وأضاف الفتلاوي أنهم يسعون لأن يكونوا أداة تغيير واسعة النطاق، ليس عبر التظاهر والاعتصام فقط، بل على مستوى مساعدة المجتمع.

من جهته، أكد عضو تنسيقية تظاهرات كربلاء علي الموسوي، لـ"العربي الجديد"، أن فرق القوى المدنية الوطنية تعمل طوال العام وليس قبل الانتخابات بشهر واحد كل أربع سنوات لخداع الناس، وفقا لقوله.

وأضاف أن "الحملات مستمرة لمساعدة المحتاجين على عكس القوى السياسية الدينية التي دأبت على الالتفات للناس بحملات محدودة قبل كل انتخابات لكسب أصواتهم".

واعتبر أنهم لا يريدون من هذه الحملات المتواصلة مقابلا، "باستثناء إيصال رسالة تغيير المجتمع وإشاعة ثقافة المساعدة والعون بين الناس والتراحم الذي لا يجب أن ننتظر منه أي مقابل مادي".

وفي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، شهدت، الإثنين، افتتاح المنزل رقم 80، من أصل مشروع يشرف عليه ناشطون بالحراك المدني من أجل تأمين ألف منزل للعوائل الفقيرة عبر حملات تبرع وصناديق يجري وضعها بالأسواق والأماكن العامة لهذا الغرض.

عضو التيار المدني العراقي أحمد حقي اعتبر حملات التكافل الاجتماعي جزءا من مهام القوى المدنية لترميم ما أحدثه خطاب الكراهية والطائفية والعنف الذي تبنته القوى الدينية المختلفة خلال السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق.

وأضاف حقي متحدثاً لـ"العربي الجديد"، أن "المميز في تلك الحملات أنها لا تنظر إلى هوية العراقي الثانوية ولا انتمائه ولا معتقده في تقديم المساعدة له، ويكفي ذلك ليكون رسالة مهمة لكل العراقيين".

وأوضح أن هذه الحملات تؤكد تعافي المجتمع تدريجيا، كما أنها تكشف "زيف شعارات الأحزاب الأخرى المسيطرة على الحكومة والمشهد السياسي بالمجمل في العراق".

المساهمون