بلا أب ولا أمّ، يعيش الطفل أحمد حسن (13 عاماً) المُهجّر من قرية الشوحة بريف مدينة سراقب شرقي إدلب، مع شقيقته فرح ذات العشرة أعوام وحيدين في خيمة صغيرة، هي واحدة من مجموعة خيام متناثرة ضمن مخيم عشوائي شمالي إدلب.
فقد أحمد وفرح والدهما إثر قصف قوات النظام السوري، فيما تركتهما الأم لمواجهة مصيرهما بعد أن قررت الزواج، ليجد الطفل نفسه بمثابة الأب والأم والأخ المعيل لشقيقته.
رغم صعوبة مهمته، إلا أن أحمد لم يفكر بترك دراسته، كما يعمل لكسب قليل من المال الذي لا يكفي لسد العوز، ويأخذ على عاتقه الإحاطة بلوازم الخيمة ومتطلبات شقيقته.
يهتم أعمام أحمد وفرح بهما على قدر استطاعتهم، فالفاقة نالت من جميع المُهجّرين والنازحين في المخيمات.
يجهّز أحمد ما يستطيع إعداده من الطعام؛ ينظّف الخيمة، يجمع بعض الأغصان لإشعالها، ويدثّر فرح بعطفه وبمعطفه الوحيد
يجهّز أحمد ما يستطيع إعداده من الطعام؛ ينظّف الخيمة، يجمع بعض الأغصان لإشعالها، ويدثّر فرح بعطفه المتدفق وبمعطفه الوحيد، كل ذلك للاهتمام بها وتعويضها عن جزء من الدفء المفقود.
يقول أحمد في حديثه لـ "العربي الجديد": "أختي هي كل ما في حياتي، وأحاول ألا ينقصها شيء، أحاول ألا تجوع ولا تبرد، أعمل بأي شيء يصادفني كي أكسب بعض المال وأنفقه عليها من لباس وغيره".
ويضيف: "أكثر ما أكرهه هو البرد لخوفي على أختي من المرض، وعندما يشتد هطول المطر يتسرب الماء إلى داخل خيمتنا، فأبقي فرح في مكان جاف وأغطيها بغطاء، هو الوحيد لدينا".
ويفتقر الأطفال ومعهم ساكنو المخيمات إلى عدة احتياجات رئيسية، خاصة في فصل الشتاء، ومنها الملابس الشتوية ووسائل التدفئة، ويترقب سكان المخيمات انطلاق مبادرات وحملات خلال فصل الشتاء تحت مسمّى حملات الدفء.
ووفق إحصاء أجراه فريق "منسقو استجابة سورية"، بلغ إجمالي عدد المخيمات في شمال غربي سورية 1489، تضم نحو مليون ونصف مليون نازح، بينها 452 مشيّدة عشوائياً. وتعرضت هذه المخيمات إلى كوارث طبيعية كثيرة، وألحق هطول الأمطار أضراراً بـ 537 مخيماً، ودمر 3187 خيمة، علماً أن عدد الخيم المتضررة جزئياً بلغ 5851.