سجّلت التظاهرات التي تشهدها العاصمة العراقية بغداد، منذ صباح اليوم السبت، إحياءً للذكرى الثالثة لاندلاع تظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، التي تصنف أنها "انتفاضة" عمّت مدن جنوب ووسط العراق وبغداد، حضوراً لافتا للنساء والفتيات اللواتي رفعن أصواتهن للمطالبة بالتغيير ومحاربة الفساد.
وشهدت الساعات الماضية احتكاكات بين المتظاهرين وعناصر مكافحة الشغب، لا سيما مع محاولات المحتجين عبور جسر الجمهورية نحو المنطقة الخضراء، وقد سجلت حالات اختناق وإغماء بسبب القنابل الدخانية والمسيلة للدموع التي استخدمها عناصر مكافحة الشغب لإبعاد المتظاهرين عن الجسر وإرغامهم على الرجوع الى ساحة التحرير.
وكان الحضور لافتاً للفتيات، اللواتي أكدن أن المرأة العراقية لا تختلف عن الرجل، ولا يمكنها أن تسكت عن أحداث البلد.
المراة العراقية اول الحاضرين في ساحة التحرير.... pic.twitter.com/dNPuEqvpl2
— Gada hashim (@gh__hashem) October 1, 2022
وقالت الناشطة إلهام البياتي إن "مشاركة المرأة الى جانب الرجل في التظاهرات ضد الفساد والفاسدين واجبة، ولا مجال لعزلها عن هذا الدور"، مبينة لـ"العربي الجديد": "أخذنا دورنا ونتقدم مع إخواننا باتجاه جسر الجمهورية.. سنواصل التظاهر حتى تحقيق المطالب".
وأضافت: "لا تراجع عن مطالبنا المشروعة بإنهاء الفساد والمفسدين وأحزاب السلطة والتبعية للخارج، ومحاسبة قتلة المتظاهرين".
ونشرت المتظاهرة روز البغدادي صورا لها من ساحة التظاهر على صفحتها في "تويتر"، وعلقت قائلة: "أنا التشرينية روز البغدادي.. بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة تشرين العظيمة أجدّد ولائي للثورة وللوطن، وأقسمُ بدماء الشهداء الأحرار أني سأبقى أُدافع عن الثورة حتى تنتصر وحتى أستشهد ".
أنا التشرينية(روزالبغدادي) ..
— Rose Albaghdady (@AlbaghdadyRose) September 30, 2022
بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة تشرين العظيمة أجدد ولائي للثورة وللوطن ، وأقسمُ بدماء الشهداء الأحرار إني سأبقى أُدافع عن الثورة حتى تنتصر ، وحتى أستشهد♥️🇮🇶 #ستنتصر_ثورة_تشرين pic.twitter.com/DHQhpO30up
وتداول ناشطون صورا لامرأة كان توزع الكمامات على المتظاهرين، لتجنب الغاز المسيل للدموع.
🟡 المرأة الرائعة تعود من جديد وتوزع الكمامات على المتظاهرين لحمايتهم من الغاز المسيل للدموع #العراق_ينتفض #تشرين_قادمة #ساحه_التحرير pic.twitter.com/HuePtmISOl
— Husam Altaee (@husam_taee) October 1, 2022
وتجرى التظاهرات في ظل إجراءات أمنية مشددة وقطوعات شملت الكثير من الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير وإلى المنطقة الخضراء، فضلاً عن تضييق كبير بمداخل بغداد، وانتشار أمني مكثف.
في الأثناء، أكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، أن "خطة تأمين التظاهرات تسير كما هو مرسوم لها في جانبي الكرخ والرصافة، وتحديداً في ساحتي التحرير والنسور"، مبينا في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن "احتكاكاً حدث مع جزء من المتظاهرين في ساحة التحرير، وقد سجلت إصابات طفيفة".
وأضاف أن "القوات المكلفة بحماية المتظاهرين ملتزمة بضبط النفس لتجنب وقوع إصابات بين المتظاهرين"، مشددا على أنه "لا توجد أبداً نية لقطع جسور أخرى، أما الطرق المقطوعة فقط فهي المؤدية إلى ساحات التظاهر، والأخرى طبيعية جداً، ولا يوجد حتى الآن أي مبرر لفرض حظر على التجول".
النائبة عن القوى الكردية سروة عبد الواحد أكدت، في تغريدة لها، أن "تشرين أعظم وأنقى ثورة صنعها شباب لرفض الطبقة الحاكمة، وستستمر هذه الثورة حتى تنفيذ مطالبها الحقّة.. لن ينخدع شباب تشرين بوعودكم، فأنتم تبحثون عن مصالحكم الذاتية، وهم يبحثون عن وطنٍ خالٍ من كذبكم وفسادكم وجرائمكم".
تشرين أعظم وأنقى ثورة صنعها شباب لرفض الطبقة الحاكمة، وستستمر هذه الثورة حتى تنفيذ مطالبها الحقّة .. لن ينخدع شباب تشرين بوعودكم، فأنتم تبحثون عن مصالحكم الذاتية، وهم يبحثون عن وطنٍ خالٍ من كذبكم وفسادكم وجرائمكم.#ذكرى_تشرين pic.twitter.com/yaaX99EUr0
— Srwa Abdulwahid. سروه عبدالواحد (@srwa_qadir) October 1, 2022
واندلعت التظاهرات العراقية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لا سيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر وإصابة أكثر من 27 ألفاً، في وقت لم تُحاسَب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.