حريق ضخم في مكب نفايات برج حمود شرق بيروت

13 سبتمبر 2024
صورة متداولة لحريق مكب نفايات برج حمود، شمال شرق بيروت، لبنان، 12 سبتمبر 2024 (إكس)
+ الخط -

شبّ حريق ضخم، مساء الخميس، في مكب نفايات برج حمود، الواقع في الضاحية الشرقية لبيروت، عند ساحل قضاء المتن الشمالي (شمال شرق بيروت)، فغطّت سحب الدخان الأسود المنطقة ومحيطها، وانبعثت روائح كريهة جداً في الأرجاء. ويعمل عناصر الدفاع المدني في لبنان، معزّزين بالآليات من مراكز عدّة، على إخماد النيران، في ظلّ ظروف عمل صعبة ومؤشّرات تشي بطول أمد العملية نظراً إلى ضخامة الحريق.

وتتواصل عمليات إطفاء الحريق، بحسب بيان صادر عن الدفاع المدني، وذلك بمؤازرة من فوج إطفاء بيروت، وبالتعاون مع الشركة المسؤولة عن مكب نفايات برج حمود، من أجل السيطرة سريعاً على النيران وحصر المخاطر التي قد تنتج عن احتراق النفايات. ويأتي ذلك بمتابعة حثيثة من قبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، وبإشراف من المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطّار، وبالتنسيق مع محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي.

في هذا الإطار، وصف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب، سامي الجميّل، حريق مكب نفايات برج حمود بأنّه "جريمة بيئية جديدة مسرحها ساحل المتن (الشمالي)". وأوضح الجميّل، في تدوينة على موقع إكس، أنّ الحريق الضخم الذي وقع في "جبل النفايات في برج حمود" يوزّع "الأمراض على سكان هذه المنطقة". وأضاف أنّه على الرغم من تحذيره من خطورة "الحلّ الأرعن" ووقوفه في وجهه منذ ثماني سنوات، فإنّ "الجشع وقلّة المسؤولية كانا أقوى. وها نحن اليوم أمام جبلَين من السموم والغازات المضرّة (التي) تفتك بسكان بيروت والمتن (الشمالي)". وتابع الجميّل: "أغلقوا هذه المطامر الآن".

في السياق نفسه، أشارت النائبة بولا يعقوبيان إلى أنّها لاحقت قضية مكب نفايات برج حمود على مدى سنوات، موضحةً في تدوينة على موقع إكس أنّها رفعت دعوى ضدّ "مرتكبي هذه الجريمة"، لكنّ دعاوى وحملات رُفعت في وجهها، وذلك "لأنّني حذّرت وصوّرت وزرت عشرات المرّات مع خبراء قلعة نفاياتهم المحصّنة برج حمود". وأضافت "انظروا إليه (مكب نفايات برج حمود) يحترق نتيجة الفساد والجشع! لو طُبّق أقلّه دفتر الشروط، لما كنّا أمام خطر الموت هذا".

كذلك أعادت يعقوبيان نشر تدوينة لها تعود إلى عام 2019، كانت قد توجّهت فيها إلى المسؤولين "ارحموا صحة الناس وبيئتهم"، لافتة إلى "رائحة الفساد" التي تنبعث من جرّاء عدم معالجة قضيّة مكب نفايات برج حمود بالطريقة المناسبة. وإذ دعت يعقوبيان، في تدوينتها تلك، اللبنانيين إلى الاطلاع على "الوعود" المتعلّقة بـ"مطمر صحي" مفترَض، شدّدت "ندفع كلّ يوم ثمن فسادهم"، في إشارة إلى متورّطين في قضيّة المكب.

من جهته، تمنّى النائب في حزب القوات اللبنانية، غسان حاصباني، على السلطات المعنيّة، خصوصاً وزارة الداخلية متابعة حريق مكب نفايات برج حمود "لاحتوائه ومنعه من التمدّد أكثر أو الوصول إلى منطقة تخزين النفط والغاز المجاورة وإحداث أضرار كبيرة". وطالب حاصباني بتزويد المواطنين بإرشادات سريعة لتفادي المخاطر في حال وُجدت. وإذ أشار إلى أنّ "الضرر البيئي واضح"، شدّد على وجوب "توخّي الحذر من الضرر الجسدي و(كذلك) المادي".

وقد انتشرت تسجيلات فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، من مواقع مختلفة تُظهر ضخامة الحريق. وذكّرت المشاهد المتداوَلة بالحريق الذي اندلع على مقربة من المكان، في مرفأ بيروت قبيل الانفجار الكبير في الرابع من أغسطس/ آب 2020، فيما أطلق مواطنون كثيرون دعوات طالبوا فيها المسؤولين بإخماد النيران سريعاً حتى لا تمتدّ إلى مواقع مجاورة خطرة، من بينها محطات بنزين وخزّانات وقود ومعامل.