نفّذت فرق الإسعاف اليونانية "أكبر عملية إجلاء شهدتها اليونان على الإطلاق" في جزيرة رودس السياحية، التي يجتاحها حريق كبير لليوم السادس على التوالي، بحسب ما أفادت المتحدثة باسم الشرطة كونستانتيا ديموغليدو وكالة فرانس برس اليوم الأحد. وأوضحت ديموغليدو أنّ "كلّ شيء جرى على ما يرام. والتزم الجميع، لا سيّما السياح، بتعليماتنا".
وأكدت وزارة التغيّر المناخي والحماية المدنية أنّ ما تشهده اليونان وسط موجة الحرّ الكبرى يُعَدّ "أكبر عملية إخلاء (مناطق) من جرّاء حرائق غابات في البلاد".
وقد أرغم الحريق نحو 30 ألف شخص على مغادرة منازلهم وفنادقهم في شرق الجزيرة الواقعة في أرخبيل دوديكانيسا، في وسط الموسم السياحي.
وأوردت وكالة الأنباء اليونانية نقلاً عن الشرطة أنّ نحو 19 ألف شخص أُجلوا من باب الاحتياط، من بينهم 16 ألفاً نُقلوا برّاً وثلاثة آلاف بحراً. وقد أُخليت 12 بلدة، من بينها ليندوس، إحدى القبلات السياحية الرئيسية في الجزيرة.
وأوضحت الشرطة أنّ 266 من عناصر الإطفاء التحقوا، صباح اليوم الأحد، بالفرق العاملة على محاصرة الحريق، إلى جانب 49 عربة إطفاء وخمس مروحيات و10 طائرات، سبع منها يونانية واثنتان تركيّتان وواحدة كرواتية. ومن المتوقّع انضمام 15 عربة إطفاء إضافية في وقت لاحق من اليوم.
وقال سائح بلجيكي يدعى سيدريك غيسيه، للمؤسسة الإعلامية البلجيكية "آر تيه بيه إف" الناطقة باللغة الفرنسية، إنّه اضطر إلى مغادرة فندقه سيراً على الأقدام، من دون أن تُحدَّد له وجهة، وذلك بعدما تلقّى رسائل نصيّة على هاتفه الخلوي تطلب منه ذلك. وروى أنّ أحداً في الفندق "لم يكن على علم بالأمر، حملنا فقط بطاقات هوياتنا وبعض المياه وما يمكننا استخدامه لتغطية وجوهنا ورؤوسنا".
واضطرّ نحو 30 ألف شخص، بمن فيهم سيّاح، إلى مغادرة منازلهم وفنادقهم، ونُقلوا إلى صالات رياضية ومدارس ومراكز مؤتمرات لقضاء الليل في أمان.
أمّا آخرون من بين السيّاح في الجزيرة، فقد توجّهوا إلى المطار في محاولة للعودة إلى ديارهم. وقد أعلنت وزارة الخارجية اليونانية أنّها أنشأت خلية أزمة في أثينا لتسهيل نقل السياح الأجانب إلى بلدانهم، وهي تنسّق مع السفارات لمساعدة أولئك الذين تركوا وثائق سفرهم وراءهم في أثناء عمليات الإجلاء.
من جهته، وصف عضو في مجلس بلدية قرية أرخانغيلوس بانايوتيس ديميليس، في تصريح لقناة "سكاي تي في"، هذا الوضع "بغير المسبوق".
وبينما أفادت السلطات بأنّ عمليات حصر النيران سوف تستغرق أياماً عدّة، حذّر المتحدث باسم فرق الإطفاء فاسيليس فاثراكويانيس من أنّ الرياح التي تؤجّج الحريق "سوف تشتدّ".
ومن المتوقّع أن تتخطّى الحرارة 44 درجة مئوية، لتبلغ في السهول الداخلية، وسط اليونان، 45 درجة مئوية، فيما تصل في أثينا إلى 43، اليوم الأحد. وقد أورد مرصد الأحوال الجوية الوطني أنّ البلاد تواجه "على الأرجح" أطول موجة قيظ في تاريخها.
لمعرفة حالة الطقس اليوم في بلدك ودرجة الحرارة، تابع هنا: حالة الطقس اليوم.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
