أفادت ما تسمى بـ"وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في حكومة حركة طالبان بأنّها سوف تستخدم قوات الأمن لمنع النساء من زيارة أحد المتنزّهات الوطنية الأكثر شعبية في أفغانستان، تحديداً في ولاية باميان وسط البلاد. وأعادت ذلك إلى أنّ النساء لم يلتزمنَ بالحجاب بالطريقة الصحيحة (اعتماد البرقع المفروض في الأماكن العامة) عند زيارة متنزّه باند-إي-أمير.
ويأتي ذلك بعد أسبوع من تصريح وزير "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" محمد خالد حنفي، أمام جمع من المسؤولين المحليين والشيوخ في باميان، بأنّ النساء لا يلتزمنَ بالحجاب بطريقة صحيحة، مطالباً قوات الأمن بمنعهنّ من زيارة المواقع السياحية.
وقد رأى حنفي في ذلك الوقت أنّ "زيارة المعالم السياحية لا تُمثّل ضرورة للنساء".
#AFG Taliban's decree banning women's visits to Band-e Amir in Bamiyan reflects further tightening of their grip on freedoms.Taliban’s Minister of Vice& Virtue calls for stricter Hijab enforcement,signalling growing control. Afghan women face new challenges as restrictions deepen pic.twitter.com/ErVovE87rN
— BILAL SARWARY (@bsarwary) August 26, 2023
وقد نشر المتحدث باسم الوزارة مولوي محمد صادق عاكف تقريراً تضمّن تصريحات حنفي، في وقت متأخّر من ليل السبت-الأحد، بشأن استخدام قوات الأمن ورجال الدين والشيوخ لتنفيذ أمر حنفي. ويتوافق خطاب الوزير في باميان، الذي نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تقرير عاكف.
لم يتسنَّ الحصول على تعليق من عاكف اليوم الأحد.
وفي هذا الإطار، قالت المديرة المساعدة لحقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش" هيذر بار، في بيان وُزّع عبر البريد الإلكتروني: "لم تكتفِ طالبان بحرمان الفتيات والنساء من التعليم والتوظيف وحرية الحركة، بل وصل الأمر إلى الطبيعة الآن، أيضاً، من خلال منعهنّ من زيارة باند-إي-أمير". إضافة إلى أنّه "خطوة بعد خطوة، تُغلق الجدران في وجه النساء، ويتحوّل كلّ منزل إلى سجن".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، منعت حكومة طالبان النساء من ارتياد الأماكن العامة، بما في ذلك الحدائق، بحجّة أنّهنّ لا يلتزمنَ بالحجاب بطريقة صحيحة أو لا يتّبعنَ قواعد الفصل بين الجنسَين.
ومنذ سيطرتها على البلاد من جديد في 15 أغسطس/ آب 2021، فرضت حركة طالبان قيوداً عديدة تستهدف المرأة الأفغانية، بما في ذلك منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد الصفّ السادس، ومنع النساء من العمل في الوظائف المحلية والمنظمات غير الحكومية وقمع وسائل الإعلام.
وقد أثارت هذه الإجراءات القاسية غضباً دولياً، شاركت فيه دول إسلامية.
ويُعَدّ باند-إي-أمير من المعالم السياحية الرئيسية في باميان. وبات المتنزّه الحديقة الوطنية الأولى في البلاد في عام 2009، ويستقطب آلاف الزائرين في كلّ عام. كذلك، هو يمثّل مصدر دخل رئيسياً للسكان المحليين وأعمالهم السياحية والمطاعم والفنادق والحرف اليدوية.
(أسوشييتد برس)