حداد وطني في الجزائر على ضحايا عشرات الحرائق المشتعلة لليوم الثالث

11 اغسطس 2021
حرائق مهولة تدمر غابات شمال الجزائر (رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -

تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية، مدعومة بقوات من الجيش ومتطوعين، الأربعاء، إخماد حرائق الغابات التي تجتاح شمال البلاد، وخصوصا في منطقة القبائل، وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 69  شخصا، من بينهم 28 عسكريا، إضافة إلى عشرات المصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات، فيما أعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.
وتشهد الجزائر سلسلة حرائق بلغ مجموعها 103 حرائق في 17 ولاية، من بينها 45 حريقا في منطقة القبائل وحدها، وتم قطع إمدادات الغاز في المناطق التي تشهد حرائق بولاية تيزي وزو، كإجراء احترازي.
وقال رئيس الحكومة أيمن عبد الرحمن، مساء الثلاثاء، للتلفزيون الرسمي، إن "هناك اتصالات مع شركاء أوروبيين لكراء طائرات خاصة لإطفاء الحرائق"، مشيرا إلى أن هناك مجهودات تُبذل من أجل التكفل بضحايا الحرائق، ومعاقبة المتسببين فيها، بعدما دمرت قرى، وأتلفت محاصيل زراعية، وأهلكت عشرات المواشي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده سترسل غدا الخميس، طائرتين لإطفاء الحرائق، وأخرى للقيادة إلى الجزائر، للمساعدة في إخماد الحرائق، كما أرسلت تونس طائرتين عسكريتين لدعم جهود الإطفاء.

وأعلنت الحكومة الجزائرية أنه تم الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على استئجار طائرتين لإطفاء الحرائق كانتا مستخدمتان في حرائق اليونان، وأن الطائرتين ستباشران العمل غدا الخميس، في الولايات المتضررة من حرائق الغابات.
وفي سياق التحقيقات، أعلن النائب العام لمجلس قضاء ولاية تيزي وزو، أن الحرائق التي اندلعت في مناطق متفرقة من الولاية، هي "فعل إجرامي، وأن "العملية مدبرة من طرف أشخاص، أو أطراف، لا يحبون الخير للبلاد، كونها اندلعت في نقاط مختلفة، وبشكل متزامن"، مشيرا إلى أن القضاء سيتصدى بحزم لهذه الأفعال، وسيقوم بما يلزم لتحديد هوية الفاعلين الذين عرضوا أشخاصا أبرياء للقتل".

حرائق مهولة تدمر غابات شمال الجزائر (رياض قرامدي/فرانس برس)
تمددت الحرائق في عدة ولايات جزائرية (رياض قرامدي/فرانس برس)

وشوهدت مروحيات تابعة للجيش تقوم بنقل المياه من "سد تقسبت" في تيزي وزو للمساهمة في إخماد الحرائق التي اندلعت الإثنين الماضي، وتقول السلطات إنها "مفتعلة"، وبدأت في في منطقة القبائل في الشمال الشرقي، ثم اجتاحت كل المناطق الساحلية في شمال وسط وشرق البلاد، وصولا الى ولاية الطارف الحدودية مع تونس، بحسب "فرانس برس".
في "تيزي وزو"، يعمل رجال الإطفاء مدعومين بقوات الجيش على الأرض وبالمروحيات، على إخماد 23 حريقا اندلعت في المنطقة الكثيفة بالسكان، والمعروفة بجبالها وغاباتها، وفق ما أفاد مدير الغابات في الولاية، يوسف ولد محمد، واضطر السكان إلى مغادرة منازلهم بعدما حاصرتها النيران، وهم لا يحملون سوى أمتعة خفيفة، ووثائقهم المهمة.

والثلاثاء، وصلت النيران إلى مستشفى "الأربعاء ناث إيراثن" المليء بالمرضى، وبينهم مصابون بكوفيد-19، وسارع نحو 100 إطفائي وجندي إلى إطفاء الحريق لمنع احتراق المستشفى، وبدأت فرق الإنقاذ إخراج الأطفال نحو مكان آمن، خصوصا مع التخوف من انفجار خزان الأوكسجين.

تضامن شعبي
وفتح مواطنون بيوتهم لاستقبال الهاربين من النيران، وفق رئيس الوزراء، أيمن بن عبد الرحمان، والذي أعلن أيضا تسخير "كل الفنادق، حتى الخاصة منها، وكذا الإقامات الجامعية" من أجل إيواء المنكوبين.
ومنذ صباح الثلاثاء، بدأت دعوات لتنظيم قوافل لمساعدة سكان قرى "تيزي وزو"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لجمع المواد الغذائية، والأدوية، ووسائل نقل المياه، فضلا عن المساعدة في إخماد الحرائق، وانطلقت من العاصمة شاحنات تنقل مواد تبرع بها مواطنون وتجار، وكذلك سيارات مواطنين حمّلوها بمياه الشرب، وحليب الأطفال، والحفاضات.
ونشرت صفحة "أطباء" على "فيسبوك"، نداء للتطوع من أجل الانتقال إلى مستشفى تيزي وزو للمساعدة في علاج المصابين، مشيرة إلى أن العاملين في المستشفى مرهقون أصلا بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19، كما أعلنت وزارة الصحة تخصيص أماكن إضافية للمصابين بحروق خطيرة في المستشفيين المتخصصين بالعاصمة.


وتوقعت الأرصاد الجوية استمرار موجة الحر الشديد التي لا تساعد في كبح الحرائق إلى يوم 15 أغسطس/آب، وأن تصل درجات الحرارة إلى 46 درجة.
وأعلنت الإذاعة الجزائرية العامة، الثلاثاء، توقيف ثلاثة من "مشعلي حرائق" في مدينة المدية (شمال)، فيما أعلنت وكالة الأنباء الجزائرية توقيف رابع في عنابة، وتضم الجزائر 4.1 ملايين هكتار من الغابات، وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وأتت النيران عام 2020، على حوالى 44 ألف هكتار.

المساهمون