استمع إلى الملخص
- الحادث ناتج عن عطل فني أدى لفقدان السائق السيطرة، معظم المصابين من الأطفال، والمستشفيات المحلية تقدم الرعاية رغم قلة الإمكانيات.
- تعازي ودعوات لتحسين إجراءات السلامة على الطرقات من المجلس الإسلامي السوري والمواطنين، مع تأكيد على خطورة الطرق والحاجة لتعزيز السلامة لتجنب حوادث مستقبلية.
قتل سبعة أشخاص، بينهم أطفال، جراء حادث سير مروع هزّ منطقة شمال غرب سورية، يوم أمس الخميس، وقد سقطت الحافلة التي تقلهم في واد يمر به نهر العاصي، غرب محافظة إدلب. أحد الشهود على الحادث، ويدعى يونس منهل حمود ومقيم في منطقة عين الزرقا، قرب بلدة دركوش، يقول لـ"العربي الجديد"، إنه في تمام الساعة الثالثة من عصر الخميس، سمع صوتاً يشبه الصراخ، فتوجه إلى مكان الحادث، إلا أنه لم يكن بمقدور المدنيين مساعدة المصابين. يضيف: "لم أسمع سوى صوت وقوع الحافلة. توجهنا نحوها في محاولة لتقديم المساعدة قبل أن نتواصل مع الدفاع المدني الذي لبى النداء على الفور، وبدأ عناصره بنقل الجرحى والمصابين إلى المستشفى".
من جهته، يقول مدير مستشفى الرحمة في دركوش أحمد غندور، لـ"العربي الجديد": "حوالي الساعة الثالثة عصراً، تلقينا خبراً عن انقلاب حافلة تقل طلاباً. استقبلنا 27 جريحاً، توفي ستة منهم. أخرجنا حالة واحدة وحولنا سبع حالات إلى مدينة إدلب نتيجة إصابات عصبية، لمتابعة العلاج في المستشفيات المتخصصة". ويتابع غندور: "تراوح غالبية أعمار المصابين ما بين 10 و11 عاماً، بالإضافة إلى ثلاثة بالغين، توفي منهم شخص واحد. وعلى الرغم من كل الظروف وانقطاع الدعم، نوجه رسالة إلى أهلنا بأننا في خدمتهم وسنواصل أداء رسالتنا الإنسانية. ورغم إمكانياتنا المتواضعة، سنمضي في متابعة المصابين للتخفيف من وقع هذه المأساة".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر طبية أنه من بين القتلى سيدة وأربع طالبات وطفلان، وبلغ عدد القتلى ليلة الخميس سبعة أشخاص، فيما بلغ عدد المصابين جراء الحادث 20 شخصاً". وبحسب رواية حمزة العلي، وهو أحد شهود العيان، فإن الحادث ناجم عن عطل فني، ويقول: "عمري 54 عاماً، وكنت أقود حافلة مماثلة. وبحسب معاينتي لمكان الحادث، أعتقد أن السائق فقد السيطرة تماماً على المركبة، ما تسبب في وقوع هذه الفاجعة التي شهدناها اليوم. الوادي شديد الانحدار ولم يكن سهلاً تفادي السقوط. حقيقة ما شهدناه أمر محزن للغاية. كان بعض الأشخاص قد سقطوا من الحافلة لدى وقوعها، ومنهم السائق الذي كان في حالة يرثى لها. أما الباقون فكانوا في الحافلة في أسفل الوادي عند ضفة النهر بين الأشجار".
ولم يكن المدنيون قادرين على فعل أي شيء، كما يقول العلي، ويضيف: "لم يكن بإمكاننا فعل أي شيء. الطريق خطير للغاية في المنطقة ومنحدر. ليس هناك صادات من الفولاذ لحماية السيارات من الانحراف والسقوط. ومن المشاكل الفنية أيضاً عدم تفقد المركبة قبل السير بها. وهذه من الأساسيات". وتوجه المجلس الإسلامي السوري بالعزاء لذوي الضحايا، وقال في بيان صدر عنه: "نعبّرُ عن بالغ ألمنا لحادث الحافلة المأساوي الذي وقع قُرب مدينة دركوش، وأودى بحياة عدد من التلميذات والمعلمات، سائلين الله تعالى أن يتغمدهن بواسع رحمته وأن يسكنهن فسيح جنته وأن يربط على قلوب أهلهن وذويهن ويلهمهم الصبر ويكتب لهم جزيل الأجر، وأن يكتب الشفاء العاجل لكل من أصيب في هذا الحادث الأليم".
إلى ذلك، يرى المواطن سعيد عبد السلام، وهو من أبناء بلدة دركوش، أنه من الخطر القيادة على الطريق، ويقول في حديثه لـ"العربي الجديد": "من الصعب الوصول إلى مكان الحادث كون المنطقة بعيدة. ونشكر الدفاع المدني على وصوله في أقرب وقت ممكن، لو كانت فرقه تأخرت أكثر من ذلك لكانت أعداد القتلى قد ارتفعت أكثر". ويؤكد عبد السلام أن الأزمة الحقيقية هي الاستهتار بالسلامة، مضيفاً: "الطرقات في منطقة دركوش ومعظم مناطق إدلب الجبلية خطيرة. وفي كل يوم تقع حوادث مرورية. تكمن المشكلة في غياب إجراءات السلامة. كما أن المركبات التي تسير على الطرقات في المنطقة معظمها قديم ويتعرض لأعطال كثيرة. نرجو أن تكون هناك لجان مختصة تشرف على معاينة أعطال الآليات وتمنع سيرها على الطرقات في حال لم تكن تستوفي شروط السلامة. هناك أزمة حقيقية في ذلك. كان الله في عون ذوي الضحايا".
بدوره، يتوقع المكتب الإعلامي في الدفاع المدني السوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، ارتفاع حصيلة مصابي فاجعة تدهور حافلة نقل ركاب الرحلة المدرسية في مياه نهر العاصي في منطقة عيون عارة بريف دركوش، غربي إدلب، إلى 21، غالبيتهم أطفال، ومقتل سبعة مدنيين بينهم أطفال. والفاجعة هي الأولى من نوعها في المنطقة. وتقل الحافلة تلاميذ في مدرسة سراج الشرعية التابعة لمنظمة سراج، وهي مدرسة لليتامى. ويوضح الشهود في موقع الحادث أن ارتفاع المنحدر الذي سقطت عنه الحافلة يبلغ نحو 300 متر.