تشارك أهالي الضحايا في شمال غرب سورية بيوت العزاء ودفنوا موتاهم في مقابر جماعية، كون الفاجعة التي تسبب بها الزلزال تفوق قدرتهم على التحمل.
مدينة جنديرس التي تقع في ريف منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمالي سورية، من أكثر المناطق تضرراً من الزلزال في البلاد. حيث تقدر مصادر عدد الضحايا بالمئات (756 وفق آخر إحصاء) والجرحى والمفقودين بالآلاف. وتقول السلطات المحلية إن لديها 90 جثة مجهولة الهوية، فيما نقلت عشرات الجثث لدفنها في محافظة إدلب، كما تقدّر بأن كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض.
وقال إبراهيم الزور من سكان جنديرس لـ"العربي الجديد": "توفي من أقاربنا 32 شخصا، العزاء كان واحدا والقبر لهم كان جماعيا المصيبة كبيرة للغاية"، مشيرا إلى أن الجميع تألم، "الأمر كارثي الموت كان جماعيا لم نكن نتوقع حدوث هذا الأمر ولم نشعر إلا بوقوع المنازل"، مضيفا: "أخرجوني أنا وزوجتي وأولادي من تحت الأنقاض بعد 3 ساعات، بكسور مختلفة".
بدوره أوضح مصطفى عبد الحميد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، مشيرا إلى فقدانه عددا من الأقارب جراء الزلزال، قائلا: "المصيبة كانت كبيرة والكثير من العوائل تقبلت التعازي في البيوت ولم تشيد خيم عزاء منفصلة، كون أعداد الضحايا كبيرة"، موضحا أن: "كافة الناس هنا منكوبون في جنديرس، الناس هنا محتارون من يعزون كلهم منكوبون جيراني وأهلي".
ويتجاوز حجم الدمار في المدينة 80 بالمائة، وفق ما أوضح عمر أحمد العايد، المقيم فيها خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، قائلا: "الناس ممن بقيت منازلهم صامدة، خائفون من العودة إليها في الوقت الحالي وهم يقيمون في الخيام، الدفن كان جماعيا، ابن عمي نجت من عائلته فقط زوجته، المصاب واحد لم نفتح بيوت عزاء كان الله في عوننا".
محمد عبد الحق قال لـ"العربي الجديد": "المصائب كبيرة وما حدث مأساة. لم نتوقع حدوث هذا الألم، فقدت أولاد عمي جميعا 25 شخصا، دفناهم جماعيا، هنا كل عائلة دفنت أمواتها في قبور لها، كافة الناس هنا فقدوا أقارب لهم، الكارثة كبيرة، بيوت العزاء كانت تتنقل أيضا بين الناس، جنديرس كلها مصابة، يوجد تقريبا 5 أو 6 بيوت عزاء كان يتم نقلها بين الناس".
وقدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى بنحو ستّة آلاف في سورية، من بينهم 4.400 في شمال غرب البلاد، الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، وهو عدد أعلى من الذي أبلغت به حكومة النظام السوري في دمشق والدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في الشمال الغربي، فهما -بحسب الحصيلة الأخيرة- تحدّثا عن 1414 و2274 وفاة على التوالي.