جزائريون عالقون في الخارج يستغربون السماح بدخول الأجانب ويناشدون العودة إلى بلدهم

05 مايو 2021
حركة الطيران الدولي لم تتوقف طيلة فترة غلق الحدود من وإلى مطار الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

وجّهت مجموعة من الجمعيات ورابطات تمثّل الجالية الجزائرية في الخارج، رسالة إلى الرئيس عبد المجيد تبون، تطالب فيها بوضع آلية، تمكّن أعضاء الجالية والجزائريين في الخارج من الدخول إلى البلاد وزيارة أهاليهم، بعد أكثر من 14 شهراً من إغلاق الحدود البرية والبحرية وووقف الرحلات الجوية من البلاد بسبب أزمة وباء كورونا، ووقف عمليات الإجلاء بالكامل منذ الرابع من مارس/ آذار الماضي، بسبب السلالات المتحوّرة لكورونا.  

وناشد تكتل للجزائريين في المهجر، وهو  يضم منتدى الجالية الجزائرية في تركيا ورابطة جزائريي فرنسا، ورابطة الجزائريين في إسبانيا ومنتدى الجزائريين في بريطانيا، واتحاد الجزائريين في كندا ورابطة الجالية الجزائرية في شيكاغو، والجمعية الجزائرية الألمانية للطلبة والأكاديميين، ورابطة الجالية الجزائرية بقطر، والجالية الجزائرية بالنمسا، السلطات العليا في البلاد وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون، بالتعجيل بفتح الحدود، مع الالتزام بالتدابير الوقائية المعمول بها دولياً وإنهاء مأساة الجزائريين في الخارج.

وأكّدت هذه الجمعيات، في بيان مشترك، أنها "مستعدة لطرح بدائل وحلول لفتح الحدود بطريقة مشروطة حفظاً للبلاد من الوباء وحق العالقين في العودة".

وطالبت اللائحة  الرئيس بالتدخل "لإلغاء شرط استخراج الترخيص الاستثنائي للدخول إلى أرض الوطن الذي أذل الجالية الجزائرية وأصبح بمثابة تأشيرة للدخول إلى بلدنا الأم، في حين نجد سهولة في حصول الأجانب عليه وهو ما استفز نفسية الجزائريين"، وتخصيص رحلات عادية مع الخطوط الجوية الجزائرية بما يلبي حاجيات الجالية في التنقل، مع السماح باقتناء تذاكر مع الخطوط الجوية الأجنبية.

وكانت السلطات الجزائرية قد فرضت منذ مارس/ آذار 2020، على رعاياها التسجيل في القنصليات والحصول على رخصة للدخول إلى البلاد بسبب الأزمة الوبائية.

وفي بداية شهر مارس/ آذار الماضي أوقفت الجزائر بالكامل عمليات إجلاء رعاياها من الخارج، وقرّر الرئيس تبون، الأحد الماضي، الإبقاء على غلق الحدود على خلفية ظهور السلالات المتحورة، حيث رفضت الجزائر استقبال 24 من رعاياها، ظلّوا عالقين شهراً كاملاً في مطار بباريس.

وتابع البيان: "لا يزال آلاف الجزائريين في الخارج يعانون الويلات بعد أن أصبحوا عالقين بقرار فجائي، فمنهم من غادر الوطن للعلاج وانتهت فترة علاجه، ومنهم الطلبة الذين انتهت فترة دراستهم، ومنهم العمّال والموظفون الذين انتهت عقود عملهم أو تمّ تسريحهم من وظائفهم، ومنهم المقيمون الذين تعطّلت مصالحهم في الجزائر، كما أنه هناك المئات الذين فقدوا والديهم وأحبابهم، ولم يتمكنوا حتى من حضور جنائزهم لتوديعهم". 

واستغربت اللائحة منع السلطات دخول الرعايا الجزائريين إلى بلادهم، مقابل أنّ أشخاصاً "من جنسيات مختلفة يدخلون الجزائر ويخرجون منها بشكل عادي ومستمر، منذ إعلان غلق الحدود إلى يومنا هذا. و إذا كان غلق الحدود ملزماً للجميع، فإننا نتعجب من استمرار دخول الأجانب إلى بلدنا في الوقت الذي نمنع فيه نحن الجزائريين! فحركة الطيران الدولي لم تتوقف طيلة هذه الفترة من وإلى مطار الجزائر". 

وقدّرت هذه الجمعيات أنّ "المعاناة بلغت درجات فاقت قدرة احتمال الجزائريين في الداخل والخارج"، فالآلاف من الجزائريين الذين غادروا الوطن للعلاج أو العمل أو السياحة "أضحوا بين عالقين ومشردين لأشهر طويلة في أزمة إنسانية عصيبة، رغم أنّ أغلبهم كان يمتلك تذكرة العودة". 

وأوضحت: "رغم تفهّمنا للوضع الاستثنائي الذي يمرّ به العالم، إلاّ أنّ أغلب البلدان سايرت الوضع واتخذت الإجراءات اللازمة لإبقاء الحدود مفتوحة أمام تنقل الأفراد ولو بالحدّ الأدنى"، كما  رأت أن ما اعتبرته "ضعف التواصل، من طرف السلطات الجزائرية، والذي تعاني منه الجالية الجزائرية في المهجر يوحي بعدم اهتمام السلطات بها، ما يزيد من فجوة ارتباطها بوطنها".

المساهمون