جريمة مروعة في لبنان: يقتل زوجته داخل المحكمة وينتحر

26 ديسمبر 2024
الضحية عبير رحال في صورة متداولة، 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت محكمة شحيم الشرعية في لبنان جريمة قتل مروعة حيث أطلق خليل مسعود النار على زوجته الإعلامية عبير رحال، مما أدى إلى وفاتها فورًا، وذلك على خلفية مشاكل شخصية بينهما.

- بعد الجريمة، نشر مسعود فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يتهم فيه زوجته بالخيانة، ثم أطلق النار على نفسه، ليتم العثور عليه لاحقًا مصابًا بجروح خطيرة ويفارق الحياة.

- أثارت الجريمة غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب المستخدمون بتعزيز القوانين لحماية النساء ومنع الإفلات من العقاب.

هزّت الرأي العام في لبنان جريمة قتل مروعة، وقعت ظهر اليوم الخميس في محكمة شحيم الشرعية في بلدة شحيم (جبل لبنان)، إذ أطلق المدعو خليل مسعود، من بلدة كترمايا، النار على زوجته الإعلامية عبير رحال، من بلدة داريا، داخل المحكمة على خلفية مشاكل شخصية بين الطرفين، ما أدى إلى وفاتها على الفور، وقد حضرت القوى الأمنية وبوشرت التحقيقات.

وفي التفاصيل، روى أحد شهود العيان لـ"العربي الجديد"، وقد فضّل عدم ذكر اسمه، أن مسعود قتل زوجته عبير رحال داخل المحكمة، وكانت قد رفعت دعوى طلاق بحقه. وبعد أن تشاجر معها أطلق عليها أعيرة نارية، ففارقت الحياة على الفور، في حين فرّ ونشر فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، شتم فيه زوجته وأهلها واتهمها بالخيانة. وأضاف شاهد العيان: "الجثة ما زالت بالأرض بانتظار الأدلة الجنائية، في حين عملت القوى الأمنية على تطويق المكان". وأشار إلى أن "والدها كان يتحدث مع القاضي حين وقعت الجريمة، فهرع بعد أن سمع صوت الرصاص، ووجد ابنته جثة وبدأ بالصراخ والعويل والبكاء".

وكشف شاهد العيان أن "المحكمة تضمّ فقط عنصراً أمنيّاً واحداً، بينما هرب القاتل باتجاه أحد الوديان القريبة، سجل الفيديو ونشره وأطلق النار على نفسه. ووفق ما علمنا لقد عثرت عليه القوى الأمنية ووجدته على قيد الحياة، لكن إصابته حرجة في الرأس، فكان أن فارق الحياة لاحقاً". وذكر شاهد العيان أن "عبير لديها ثلاثة أولاد من زوجها، اثنان يعيشان معه، بينما كان ابنها الصغير وهو طفل بعمر ثلاثة أشهر يعيش معها".

تصاعد جرائم قتل النساء في لبنان

ووفق مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، فقد أقدم خليل مسعود على الانتحار في منطقة المعنية في إقليم الخروب (جبل لبنان)، بعد أن قتل زوجته عبير رحال في الممر داخل المحكمة. وعن سبب وجود عنصر أمني واحد، برر المصدر ذلك بالقول: "إنها محكمة شرعية تتألف من طابقين وتتضمن فقط نقطة حراسة صغيرة كونها ليست قصر عدل، ولم يكن هناك موعد لأي جلسة كي تتم مضاعفة الحراسة والأمن، وربما كانا يضعان أوراقاً خاصة بالقضية، ويبدو أنه كان قد خطط لقتل زوجته".

وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد عبّروا عن سخطهم من استمرار حالات قتل النساء في لبنان، من دون حسيب أو رقيب، وأبدوا استهجانهم من وقوع جريمة بهذه الفظاعة داخل محكمة من المفترض أن تكون ملجأ آمناً لجميع فئات المجتمع، وطالبوا بوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب والعنف ضد النساء. كما أكدوا ضرورة الإسراع في تعزيز وتفعيل قوانين رادعة تحمي المرأة وتصون كرامتها وحياتها، عوض التذرع كل مرة بحجج واهية. وانهالت الانتقادات على الزوج القاتل الذي لم يكتفِ بقتل زوجته بالرصاص داخل المحكمة، إنما قام بنشر فيديو مهين بحق ذكراها وعائلتها.