جريمة "بنت مستشفى الجامعة" تهز الأردن

21 يناير 2021
شهدت معدلات الجرائم الأسرية ارتفاعاً ملحوظاً بالأردن (فرانس برس)
+ الخط -

هزّت جريمة "بنت مستشفى الجامعة" الشارع الأردني، وتصدّر وسمها مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، بعد الكشف عن تفاصيل تعرض فتاة الشهر الماضي لعنف وحشي من قبل أخيها، الذي ضربها وربطها حتى لا تستطيع الفرار وطلب النجدة، لتقوم والدتها وشقيقتها بمحاولة إنقاذها، فتعود هذه المحاولة عليهما بالضرب، وإصرار شقيق الضحية على إبقائها محبوسة بقيودها في الحمام.

وحسب المعلومات المتداولة، وافق شقيقها بعد طول عناء على نقل المصابة إلى مستشفى الجامعة الأردنية، وأجبر الأم على القول إنها سقطت في الحمام، بينما لا تزال  الفتاة في غيبوبة حتى هذه اللحظة، تعاني من نزيف بالدماغ والرئة، وخضعت لعملية جراحية بالدماغ.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، في بيان، اليوم الخميس، إنّ "قضية الاعتداء بالضرب الذي تعرضت له إحدى الفتيات من قبل شقيقها قد تعاملت معها إدارة حماية الأسرة وألقت القبض على شقيقها وأحالته للقضاء وللحاكم الإداري" .

وفي تفاصيل القضية وفق البيان، "فقد وردت معلومات لإدارة حماية الأسرة بتاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن إسعاف فتاة للمستشفى إثر تعرضها للضرب من قبل شقيقها إثر خلافات بينهما حيث جرى التحقيق في القضية وإلقاء القبض على شقيقها وإحالته للقضاء وجرى توقيفه وبعد الإفراج عنه أُحيل للحاكم الإداري، وما زالت الفتاة تتلقى العلاج داخل المستشفى والحالة متابعة من قبل إدارة حماية الأسرة".

جريمة "بنت مستشفى الجامعة" الأسرية تعيد إلى الأذهان قضية الفتاة الفلسطينية إسراء غريب، التي هزت العالم العربي، بعد "تعرضها للضرب والتعذيب المفضي إلى الموت على يد أشقائها لملاقاتها خطيبها من دون عقد قرانهما".

وأكدت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، في بيان سابق، أنّ تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم ضد النساء والفتيات والطفلات، "لن يكون كافياً وحده للحد من هذه  الجرائم وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب، ما لم تتخذ إجراءات وقائية تمنع حدوثها بدءاً من الأسرة ومحيطها"، لافتة إلى أنّ "الحماية من العنف تتطلب إجراءات وقائية تعالج الشكاوى الواردة لمختلف الجهات المعنية وتأخذها على محمل الجد".

وشهدت معدلات الجرائم الأسرية ارتفاعاً ملحوظاً، حسب التقرير الإحصائي الجنائي للأمن العام الأردني، ورصدت جمعية معهد تضامن النساء، بلوغ عدد جرائم القتل الأسرية 17 جريمة في عام 2020، وارتفع معدل الجرائم في عام 2019 بنسبة 7%، مقارنة بعام 2018.

وتزايدت حالات العنف الأسري ضدّ المرأة خلال جائحة كورونا، وفق أرقام العديد من مؤسسات المجتمع المدني في الأردن، إذ ارتفعت جرائم القتل الأسرية بحق الإناث إلى 17 جريمة منذ بداية 2020، فيما أعلنت إدارة حماية الأسرة عن ارتفاع حالات العنف الأسري، بنسبة 33%، خلال شهور الحظر الشامل، مقارنة بالفترة  نفسها من عام 2019.

وعبّر النشطاء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم "بنت_مستشفى_الجامعة" عن غضبهم، بعد أن انتهى المطاف بالفتاة في المستشفى ودخولها في غيبوبة تعاني خلالها من نزيف في الدماغ، قادها لإجراء عملية حرجة.

كتبت لمى في تغريدة لها: "نفس سيناريو المغدورة #إسراء_غريب يتكرر مرة أخرى ولا يزال المجرمون قادرين على ارتكاب الجريمة لأنهم يفلتون من العقاب، يجب أن نضع حدا لمهزلة القانون ونحمي بعضنا البعض من العنف و الإهمال".

وقالت هديل في تغريدة لها": البنت التي بمستشفى الجامعة الأردنية اسمها آية عظيمات، ومعها تسمم بالدم ونزيف بالدماغ وبالرئة وفتحولها فتحة بالرقبة وعملوا عملية خطيرة بالدماغ ومع ذلك كل التقارير الطبية مكتوب فيها أنها وقعت وأنو كل الأضرار مش بفعل فاعل وهاد بدل على تواطؤ المستشفى مع إخوانها".

وكتبت عائشة العجارمة في تغريدة لها: "وبتزعلوا لما نطالب بحقوقنا وبتحكوا عنا نسويات بدهم اتنشن وعايشين ببلد كلو أمن وماخذين حقوقهم! يخي الله لا يسامح كل واحد ذكوري قامع! لما جريمة زي هاي شو مستنيين أكثر لحتى تتحركوا؟ ولا هتتناسوها زي قضية أحلام وقضية امرأة جرش وغيرها؟ لسا ما تحاكم وطلع بكفالة".

بدورها قالت بشرى عبيدات: "لا تقتل النساء من الغرباء، ولا من قطاع الطرق، ولا من اللصوص، إنهن يقتلن من أكثر الناس قُربا، وفي أكثر الأماكن اطمئنانا للإنسان، يقتلن في غرفهن ومنازلهن، عندما نخاف ونحن في أسرّتنا، تفقد البيوت امتيازها الوحيد".

المساهمون