وصلت موجة الحرّ إلى ذروتها في مناطق شمال غرب سورية، مع تخطي درجات الحرارة 39 مئوية، اليوم الخميس، لتلتهب معها خيام النازحين العاجزين الذين يكابدون قيظ الصيف دون أي وسائل للتخفيف عنهم.
ومع درجات الحرارة المرتفعة، أطلق الدفاع المدني تحذيرات للمدنيين ونصائح بهدف التخفيف من العواقب.
وقال الدفاع المدني اليوم الخميس: "اقتُلعوا من ديارهم، وهُجروا قسراً إلى مخيمات القهر، تحت هذه الخيام في كل صراع مع درجات حرارة لا تطاق، يستحقون الأفضل وملاذاً آمناً يمكنهم من إعادة بناء حياتهم بما يحفظ الكرامة البشرية".
وأطلقت جمعية إرادتي الخيرية العاملة في المنطقة مبادرة بهدف التخفيف من الحرّ. وأشارت الجمعية، أمس الأربعاء، إلى واقع الطلاب في الوقت الحالي، خصوصاً أنهم يجتازون امتحانات الشهادة الثانوية العامة النهائية في المنطقة.
وقال محمد حمادي، عضو مجلس الإدارة ومسؤول المشروع التعليمي في الجمعية، لـ"العربي الجديد": "نعمل على تشغيل مولدة كهرباء مركزية في مدرستي عطاء 1 وعطاء 2 خلال فترة الامتحانات، كما باشرت الجمعية بتوزيع 100 لوح من الماء المجمّد على المخيمات بالمنطقة لمدة أسبوع، إضافة إلى توزيع 25 صهريجاً من المياه على المخيمات".
وأضاف حمادي: "فريق الاستجابة في الجمعية يعمل في مختلف مناطق شمال غرب سورية، ويركز عمله في مناطق مخيمات الريف الشمالي لإدلب، ومن أهم أعماله تلقي المساعدات العينية المقدمة من مقر الجمعية بألمانيا وتوزيعها على المحتاجين بالشمال، وساهم بعشرات الحملات منذ تأسيسه عام 2017، إضافة إلى العديد من المشاريع".
وأوضح أن آخر الحملات هي "محاولة التخفيف عن الأهالي في الشمال المحرر، وخصوصاً في مخيمي أطمة وسرمدا، وفي مركزين امتحانيين، عبر توزيع المياه وألواح الجليد وتأمين الكهرباء لمدرستين، وأيضاً توزيع المياه المجمدة على مخيمي جنديرس وعفرين المتضررين من الزلزال".
وفي مدينة جنديرس بمنطقة عفرين بريف حلب، حيث يقيم أحمد السطوف، أحد المتضررين من الزلزال، لا يوجد مكان للهروب من الحرّ إلا البناء المهدوم الذي كان يقيم فيه قبل حدوث الزلزال كما أوضح لـ"العربي الجديد"، لكون الحرارة في الخيمة مرتفعة جداً. وقال: "الحرارة لا تقاوم، نجلس تحت البناء المهدوم، ونبلل أنفسنا بالماء، ليست لدينا مراوح أو أي وسيلة تبريد هنا في المخيم".
أما عيسى الإبراهيم، المهجر من ريف حماة الشمالي، ويقيم في المخيم ذاته، فيقول لـ"العربي الجديد": "في المخيم درجة الحرارة عالية جداً بحيث لا يمكن الجلوس داخل الخيمة، وقد تصل دون مبالغة إلى حوالى 50 درجة.. خانقة حقيقة، هناك من يهرب لظلّ الأشجار، والبعض مثلنا يلجأ للمباني المنهارة، الخيمة في الوقت الحالي حتى الحيوانات لا تحتمل البقاء داخلها، فكيف بنا نحن البشر. الأطفال هم الأشد تأثراً، والأمهات يستخدمن المياه لتخفيف الحرارة عنهم".
وفي نصائحه، أوصى الدفاع المدني الأهالي في المنطقة بشرب كميات كافية من الماء والسوائل، وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة لأوقات طويلة، خصوصاً ساعات الذروة، مع تجنب المأكولات الدسمة وغير الطازجة، وارتداء الملابس القطنية الخفيفة، والفضفاضة، وارتداء قبعات للتخفيف من تأثير أشعة الشمس خلال التعرض المباشر لها في أثناء السير في الطرقات، وعدم ترك الأطفال داخل السيارة أو اللعب في الخارج، واستخدام الماء لتخفيف الحرارة عنهم.
ودعا الدفاع المدني الأهالي إلى عدم ترك أسطوانات الغاز في الشمس، ومراقبة منظومات شحن الطاقة الشمسية، وتفقد البطاريات والتأكد من سلامة التوصيلات، إضافة إلى إجراءات أخرى الهدف منها سلامة السكان.