جامعة مغربية تمنح الدكتوراه لباحث فلسطيني بعد عام على وفاته

08 يونيو 2024
من حفل مناقشة أطروحة الدكتوراه (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جامعة القاضي عياض بمراكش نظمت مناقشة فخرية لأطروحة دكتوراه الباحث الفلسطيني الراحل هاني دراوشة حول "التهرب الضريبي في فلسطين"، تكريمًا لجهوده العلمية بعد وفاته في حادث سير.
- اللجنة الأكاديمية والجامعة منحتا دراوشة درجة الدكتوراه مع ملاحظة "مشرف جداً" وتوصية بالنشر، في بادرة تعكس الوفاء وتقدير العمل الأكاديمي والبحثي.
- الحدث شهد ترحيبًا وإشادة من المجتمع المغربي والأكاديمي، مؤكدًا على أهمية العلم والمعرفة في دعم القضايا العادلة وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، معبرًا عن الدعم المغربي لفلسطين.

لم يكن مساء الجمعة 7 يونيو/ حزيران يوماً اعتيادياً في باحات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش المغربية، إذ كانت تغص بالطلاب والأساتذة الذين توافدوا لحضور مناقشة أطروحة دكتوراه خاصة بالباحث الفلسطيني هاني دراوشة، لكن الباحث نفسه لم يكن حاضراً، ولا يمكن له الحضور، فقد توفي قبل عام تقريباً.
وكانت الإجراءات العلمية والإدارية لمناقشة رسالة الدكتوراه قد اكتملت قبل نحو سنة، لكنها توقفت بعد أن راح الباحث دراوشة ضحية حادث سير أليم تعرض له خلال وجوده في بلده فلسطين، قبل أن تتخذ اللجنة الأكاديمية المشرفة على أطروحة الدكتوراه قراراً بمناقشتها.
وارتأت اللجنة المشرفة تنظيم "مناقشة فخرية" لرسالة الدكتوراه التي تقدم بها الباحث الفلسطيني الراحل قبل وفاته في عام 2023، وعنوانها "التهرب الضريبي في فلسطين"، وذلك عرفاناً منها بمجهوداته العلمية التي كلفته سنوات من البحث والتحصيل العلمي.
ومساء الجمعة، امتلأ مدرج "المختار السوسي" بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش عن آخره، وتحول إلى ما يشبه ساحة التكريم للباحث الراحل الذي غاب بالجسد لكنه حضر في وجدان كل من حضروا مناقشة الأطروحة التي استمرت لنحو ثلاث ساعات، وانتهت بنيله درجة الدكتوراه مع ملاحظة "مشرف جداً"، مع توصية بالنشر.
وشارك في بلورة هذه الالتفاتة الرمزية الأستاذان المشرفان على الرسالة، وإدارة جامعة القاضي عياض، وكلية الحقوق بمراكش، ومركز دراسات الدكتوراه، ومختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، ودعمها الأساتذة أعضاء اللجنة العلمية.
وجرت مناقشة رسالة الباحث الفلسطيني هاني دراوشة بشكل شرفي بحضور أعضاء اللجنة المشرفة المشكلة من الأساتذة الجامعيين إدريس لكريني رئيساً وعبد اللطيف بكور ونجاة العماري مشرفين، ومحمد الغالي مقرراً وعضواً، إضافة إلى عبد الرحيم منار أسليمي وحسن صحيب وعبد الفتاح الفاضن وسعيد بوفريوي أعضاء، ووئام أبو الهدى وهشام الحسكة مقررين.


يقول رئيس اللجنة العلمية التي أشرفت على مناقشة رسالة الدكتوراه، إدريس لكريني، لـ "العربي الجديد"، إن "المناقشة لم تكن مجاملة، وإنما كانت ضرورة لظهور الرسالة إلى النور، فالباحث الراحل هاني دراوشة سبق أن وضع أطروحته من أجل التقييم بعد استيفائها كل الشروط العلمية كي تصبح قابلة للمناقشة من قبل اللجنة العلمية".
وأضاف لكريني أن "مناقشة رسالة الدكتوراه هي مبادرة علمية تعبر من خلالها جامعة القاضي عياض عن ثقافة الوفاء، وعدم إهمال عمل أكاديمي مهم، إضافة إلى التركيز على حضور البعد الإنساني لدى جميع المكونات الأكاديمية، كما أنها تعبر عن مكانة القضية الفلسطينية في قلوب المغاربة باعتبارها قضية وطنية رئيسية على المستويين الشعبي والرسمي، واللجنة العلمية بمناقشتها أطروحة الباحث الفقيد أرادت إعطاء رسالة عنوانها تثمين كل الجهود التي يبذلها الباحثون".
وأوضح أن "مناقشة أطروحة الدكتوراه في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني من جراء الاعتداءات الإسرائيلية التي تطاول قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، تؤكد أن التسلح بالعلم والمعرفة مدخل أساسي للدفاع عن القضية".

وحضر المناقشة عدد من أصدقاء الباحث دراوشة الذين قدموا خصيصاً من فلسطين، وكذلك زملاؤه في المغرب الذين تسلموا تذكاراً أهدته جامعة القاضي عياض وكلية الحقوق لروحه، كما شهدت حضور رئيس الجامعة وعميد كلية الحقوق وممثل عن السفارة الفلسطينية بالمغرب، فضلاً عن عدد كبير من الأساتذة والطلاب. 

وقوبل قرار مناقشة أطروحة دكتوراه الباحث الفلسطيني الراحل هاني دراوشة بكثير من الإشادة في المجتمع المغربي، وعبّر كثيرون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن إعجابهم بالسلوك الأكاديمي الحضاري، والإحساس الإنساني الواعي للجامعة الذي تجسّد في تكريمها لجهود الباحث الفلسطيني بعد نحو عام على وفاته.