- إدارة جامعة سيانس بو أغلقت فرعها الرئيسي في باريس استجابة للاعتصام الطلابي، مطالبة الموظفين بالعمل من المنزل، في محاولة للتعامل مع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والتي تعكس موجة أوسع من الاحتجاجات الطلابية عالمياً.
- الحكومة الفرنسية أكدت على موقفها الحازم في التعامل مع الاعتصامات الطلابية، في ظل تزايد الاحتجاجات الطلابية عالمياً ضد الحرب على غزة والأزمة الإنسانية، مشيرة إلى تنامي الوعي والتضامن الطلابي على الصعيد الدولي.
اقتحمت الشرطة الفرنسية، اليوم الجمعة، حرم جامعة سيانس بو في باريس لتفريق نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء عن شاهد عيان. وأخلت الشرطة نشطاء من الطلبة الذين اعتصموا في بنايات الجامعة. وقال شاهد عيان إنّ الشرطة اقتحمت المباني وأخرجت العديد من المحتجين بالداخل وعددهم نحو 70. وأضاف الشاهد أنّ المحتجين رفضوا إنذاراً من مسؤولي الجامعة، صباح اليوم، بإخلاء أجزاء كبيرة من المبنى وحد تحركاتهم داخل منطقة أصغر.
وكانت جامعة سيانس بو الفرنسية، قد أعلنت، الخميس، أنّها ستغلق اليوم الجمعة فرعها الرئيسي في باريس بعدما اعتصم طلاب محتجّون مؤيّدون للفلسطينيين في مبان جديدة داخل حرم الجامعة. وفي رسالة تلقاها موظفوها مساء الخميس، قال قسم الموارد البشرية في "معهد العلوم السياسية في باريس" (سيانس بو)، إنّ المباني الواقعة في وسط العاصمة الفرنسية "ستظل مغلقة الجمعة 3 مايو/أيار. نطلب منكم مواصلة العمل من المنزل".
من جانبها، أكدت الحكومة الفرنسية، الجمعة، أن "الحزم كامل وسيبقى كاملاً"، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام المؤيد للفلسطينيين. وقالت الحكومة "في ما يتعلق بالوضع في المؤسسات (الجامعية)، أمكن حلّ بعضها عن طريق الحوار. في ما يتعلّق بأخرى، تمّ تقديم طلبات من قبل رؤساء الجامعات وتدخلت قوات إنفاذ القانون على الفور"، وأشارت الى أنه في ما يتعلق بالمعهد العريق في العاصمة، طلب رئيس الحكومة غابريال أتال "التدخل ما إن يقدّم مدير" المعهد طلبا بذلك.
🚨🚨🚨paris
— Ibrahim Hamouz...إبراهيم حموز (@ibrahamouz) May 3, 2024
French police storm the campus of Sciences Po University in Paris to remove students who have occupied the university since yesterday
عاجل: الشرطة الفرنسية تقتحم حرم جامعة ساينس بو في باريس لإخراج الطلاب الذين احتلوا الجامعة منذ الأمس. pic.twitter.com/JoFjfGhdZA
وفي سيناريو مشابه للاحتجاجات التي هزّت عدداً من كبريات الجامعات في الولايات المتحدة، نظّم طلاب في جامعة سيانس بو مؤيدون للفلسطينيين تحرّكات عديدة احتجاجاً على استمرار الحرب على قطاع غزة، والأزمة الإنسانية التي نتجت عنها في القطاع الفلسطيني المحاصر. وفرنسا التي تقيم فيها أكبر جالية مسلمة في أوروبا هي أيضاً موطن لأكبر عدد من اليهود في العالم بعد إسرائيل والولايات المتّحدة.
وتدعو "لجنة فلسطين" في سيانس بو إدارة الجامعة إلى "إدانة واضحة لممارسات إسرائيل" و"إنهاء أيّ تعاون" مع أيّ من "المؤسسات والكيانات" التي تتّهمها بالضلوع "في القمع المنظّم للشعب الفلسطيني". ومطلع الأسبوع، ندّدت بهذه التحركات الاحتجاجية رئيسة السلطة المحلية للعاصمة الفرنسية فاليري بيكريس، التي تنتمي إلى اليمين المتطرف، مستنكرة ما اعتبرته "أقلية متطرّفة تدعو إلى الكراهية المعادية للسامية".
وفي الولايات المتحدة، تستمر انتفاضة طلبة الجامعات الأميركية للمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما أصدرت إدارة شرطة لوس أنجليس "تحذيراً تكتيكياً" على مستوى المدينة يشأن ما يتعلق بالتجمع غير القانوني المعلن في مخيم مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا، بحسب شبكة "سي أن أن" التي أكدت، نقلاً عن إدارة السلامة في ولاية نيو هامبشاير، أنه جرى نشر شرطة الولاية في جامعة نيو هامبشاير، وكلية دارتموث، بسبب "نشاط غير قانوني للطلبة وبناءً على طلب سلطات إنفاذ القانون المحلية". بينما كشفت إدارة الجامعة أن الطلاب الداعمين للفلسطينيين احتجوا سلمياً في الحرم الجامعي سبع مرات على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية.
وفي 18 إبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية. ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد التظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا. ولاحقاً، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة إلى جامعات في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند، شهدت جميعها تظاهرات داعمة لنظيراتها الأميركية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
(فرانس برس، العربي الجديد)