استمع إلى الملخص
- أكدت نقابة الأكاديميين العراقيين على تعاون وزارة التعليم لدعم الطلاب الفلسطينيين، مع تسهيل وصول 78 طالباً في كلية طب الأسنان بجامعة بغداد، واستعداد العراق لاستقبال دفعات أخرى.
- رحب الكادر التدريسي في جامعة بغداد بالخطوة، مشيراً إلى أهمية دعم العراق للطلاب الفلسطينيين، مما يعكس موقفاً داعماً لهم في ظل الأوضاع الحالية.
تستعدّ جامعات العراق لاستقبال دفعة أولى من الطلاب الفلسطينيين الذين ينوون استكمال دراستهم في البلاد، وسط تأكيدات عراقية بخصوص العمل لتهيئة الظروف الدراسية المناسبة لهم. يأتي ذلك وسط الحرب الإسرائيلية التي تتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهراً، والتي عرقلت تعليم الطلاب العالقين في القطاع المحاصر من بين شؤون حياتية كثيرة عطّلها عدوان الاحتلال.
وأكد السفير الفلسطيني لدى بغداد أحمد الرويضي، في هذا الإطار، أنّ "ثمّة تنسيقاً مع وزارة التعليم العالي العراقية من أجل استقبال طلاب فلسطينيين لاستكمال دراستهم في بغداد". وأفاد الرويضي، في تصريح صحافي أدلى به مساء أمس الثلاثاء، بأنّ "العراق قدّم لفلسطين كثيراً من المساعدات الغذائية والإنسانية والصحية، وقرابة 10 ملايين لتر من الوقود في الحرب على غزة، بالإضافة إلى استقبال كثير من الجرحى في المستشفيات العراقية ومعالجتهم".
وتحدّث الرويضي عن "دعم سياسي" عراقي، وعن "دور للدبلوماسية العراقية التي تتحرّك على مستويات مختلفة"، بالإضافة إلى "الاتصالات التي أُجريت من (قبل) العراق مع عدد من الدول والإدارة الأميركية خصوصاً". وأوضح السفير الفلسطيني لدى بغداد أنّ "من خلال التنسيق المشترك بين وزير التعليم العالي العراقي ووزير التعليم في فلسطين، تمّ الاتفاق على أن تكون جامعات العراق مفتوحة لاستقبال الطلاب الفلسطينيين لاستكمال دراستهم من المرحلة التي وصلوا إليها". ولفت إلى أنّ "العراق سوف يستقبل الدفعة الأولى من الطلاب الفلسطينيين البالغ عددهم 78 طالباً في كلية طبّ الأسنان لاستكمال دراستهم في جامعة بغداد".
من جهته، قال عضو نقابة الأكاديميين العراقيين أحمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "وزارة التعليم العراقية أبدت تعاوناً من خلال دعم الطلاب الفلسطينيين الذين يرغبون في إكمال دراستهم في جامعات العراق"، شارحاً أنّ "نقابة الأكاديميين أدّت دوراً في متابعة الملفّ وأنّها تعمل كذلك في مجالَي التعاون والتنسيق لوصول الدفعة الأولى من الطلاب الفلسطينيين. ونسعى إلى استقبال دفعات أخرى".
وبيّن العبيدي أنّ "ثمّة طلاباً فلسطينيين كثيرين يرغبون في إكمال دراستهم في العراق، وأنّ أبواب جامعات العراق مشرعة أمامهم، وسوف نعمل لتسهيل الإجراءات القانونية لهم"، مؤكداً بدوره أنّ "الدفعة الأولى تضمّ طلاباً في طبّ الأسنان فقط، ونحن ننتظر دفعات أخرى تشمل تخصّصات مختلفة". وتابع أنّ "وزارة التعليم العراقية وجّهت بتهيئة المقاعد الدراسية للدفعة الأولى، وأبدت استعدادها وإمكانية جامعات العراق لاستقبال دفعات جديدة".
في الإطار نفسه، رحّب الكادر التدريسي في جامعة بغداد غسان الفلاحي بخطوة وزارة التعليم العالي العراقية، موضحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "وقوف العراق إلى جانب إخواننا الفلسطينيين في المجال العلمي مهمّ جداً". وأشار إلى أنّ "جامعات العراق محطّ اهتمام دولي وكذلك عربي، وأنّ دراسة الطلاب الفلسطينيين فيها هو موقف مهمّ وسوف ندعمه". وشدّد على "ضرورة استقبال العراق دفعات من الطلاب الفلسطينيين من أجل استكمال دراستهم، دعماً لإخواننا في فلسطين".
وكانت الحكومة العراقية قد تبنّت مواقف داعمة للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد حرب إبادة جماعية يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وفي هذا السياق، استقبلت مستشفيات العراق دفعات من الجرحى الفلسطينيين الذين تلقّوا العلاج فيها، كذلك أُرسلت دفعات من المساعدات الدوائية والغذائية للشعب الفلسطيني .
تجدر الإشارة إلى أنّ جامعات العراق ومدارسه سبق أن فتحت أبوابها أمام الطلاب اللبنانيين من الذين أجبرتهم ظروف العدوان الإسرائيلي على لبنان على ترك بلادهم والتوجّه إلى العراق الذي هيّأ لهم الظروف المناسبة للسكن والدراسة.