تونس: مصرع شرطي ومهاجر أفريقي خلال مداهمة في صفاقس

13 يونيو 2024
مهاجرون أفارقة في صفاقس، 19 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وقع حادث مأساوي في صفاقس، تونس، أسفر عن مقتل مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء وعنصر أمن تونسي إثر سقوطهما من عمارة خلال مداهمة أمنية لإخلاء المهاجرين غير النظاميين.
- تأتي هذه الحادثة في ظل تصاعد أزمة الهجرة غير النظامية في تونس، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 23 ألف مهاجر غير نظامي في البلاد، مع تزايد محاولات العبور نحو أوروبا.
- تعكس الواقعة تحديات معقدة تواجه تونس في التعامل مع الهجرة غير النظامية، بما في ذلك الضغوطات الأمنية والإنسانية، في وقت تسعى فيه البلاد لإدارة تدفق المهاجرين وتأمين عودتهم الطوعية إلى بلدانهم.

لقي مهاجر ورجل شرطة تونسي مصرعهما، مساء الأربعاء، بعد سقوطهما خلال مداهمة نفذتها قوات الأمن لعمارة سكنية يقيم فيها مهاجرون غير نظاميون من دول أفريقيا جنوب الصحراء في مدينة صفاقس (وسط شرق البلاد).

وقال الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية في صفاقس هشام بن عياد، في تصريح لإذاعة "ديوان إف إم" المحلية، إنّ "عنصر أمن ومهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء قتلا إثر سقوطهما من أعلى عمارة". وأكد بن عياد أنّ "حالتي الوفاة جاءتا عقب مداهمة أمنية لعمارة في صفاقس تأوي مجموعة من المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء"، مشيراً إلى أنّ "الأبحاث جارية للتعرف إلى كل ملابسات الواقعة".

كما أكد عضو الرابطة الجهوية لحقوق الإنسان في صفاقس حمّة حمادي أن الحادثة جرت في منطقة أريانة بصفاقس المدينة، حيث تولت فرقة أمنية مداهمة عمارة سكنية "يستغلها مهاجرون أفارقة على وجه الإيواء وذلك بغاية إخلاء البناية، غير أنّ المناوشات التي جرت بين الطرفين أسفرت عن مقتل الأمني ومهاجر". وأفاد حمادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ "المعلومات المتاحة تفيد بأنّ المهاجرين لم يدفعوا مستحقات الإيجار للبناية التي يستغلونها، ما استدعى تدخل الأمن لإخلائها بالقوة".

وتستأثر محافظة صفاقس بأكبر عدد من المهاجرين غير النظاميين، الذين أقاموا لفترة طويلة في الساحات العامة في وسط المدينة، قبل أن يتم إخلاؤها في إطار حملة أمنية واسعة النطاق نفذتها السلطات في يوليو/ تموز الماضي. وأخلت قوات الأمن حينها ميادين في وسط صفاقس كان يوجد فيها مئات المهاجرين، وجرى نقل جزء منهم إلى مناطق العامرة والحنشة الريفية.

ووفق بيانات رسمية أعلنت عنها وزارة الداخلية التونسية، يقدّر عدد المهاجرين غير النظاميين في تونس بنحو 23 ألف مهاجر من 27 جنسية، بينما يقيم تسعة آلاف منهم بطريقة قانونية، فيما جرى صدّ 130 ألف مهاجر العام الماضي، و53 ألف محاولة دخول منذ بداية العام الجاري. وتشهد تونس في الآونة الأخيرة تصاعداً مطرداً في تدفق المهاجرين غير النظاميين نحو أراضيها، طامحين في العبور نحو أوروبا، خصوصاً باتجاه سواحل إيطاليا.

ومنذ بداية العام الحالي، حاول 52 ألفاً و972 مهاجراً الوصول إلى السواحل الإيطالية، 92% منهم أجانب، كما جرى إنقاذ 4334 شخصاً وإحباط حوالي 3369 محاولة هجرة غير نظامية، بينما جرى تسجيل غرق 103 قوارب، وفق بيانات رسمية لوزارة الداخلية.

وخلال الفترة الممتدة ما بين مارس/ آذار 2023 ومايو/ أيار 2024، أعادت تونس، وفق برنامج العودة الطوعية للمهاجرين، 7109 أشخاص من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم بصفة طوعية، بعدما كانوا قد دخلوا بطرق سرية، بحسب بيانات رسمية لوزارة الداخلية.

المساهمون