تونس: مخاوف من طرد 52 مهاجراً أُنقذوا قبالة سواحل صفاقس

20 أكتوبر 2024
جزيرة قرقنة قبالة صفاقس التونسية، 5 يونيو 2018 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تلقت منظمات مدنية نداء استغاثة من 52 مهاجراً أفريقياً، بينهم أربع نساء، علقوا في البحر بعد تعطل قاربهم أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا، وتم إنقاذهم لكن فقد الاتصال بهم لاحقاً، مما أثار مخاوف من طردهم نحو الحدود البرية.

- عبّرت منظمات حقوقية عن قلقها من سياسة السلطات التونسية في طرد المهاجرين نحو الحدود، مشيرة إلى مخاطر ذلك على حياتهم، ودعت 61 منظمة لإنهاء الانتهاكات ضد اللاجئين والمهاجرين.

- شهدت إيطاليا انخفاضاً كبيراً في تدفقات المهاجرين من تونس بنسبة 81%، حيث وصل 17,309 مهاجرين بحراً في 2024 مقارنة بـ92,811 في 2023.

أعلن المتحدث الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر، اليوم الأحد، أن منظمات مدنية كانت قد تلقت نداء استغاثة من مجموعة مهاجرين فقدت الاتصال بهم منذ أمس السبت، بعد أن جرى إجلاؤهم نحو المنطقة البحرية بجزيرة قرقنة من محافظة صفاقس"، كاشفا لـ"العربي الجديد" حيثيات فقدان الاتصال بالمهاجرين ومؤكدا أن "52 مهاجرا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم أربع نساء، كانوا قد أبحروا يوم 15 أكتوبر/ تشرين الأول من سواحل صفاقس في اتجاه إيطاليا، غير أن قاربهم تعطل في عرض البحر وظلوا عالقين مدة ثلاثة أيام".
وأفاد بن عمر بأن" التيارات البحرية جرفت قارب المهاجرين نحو جزيرة غير آهلة بالسكان بالقرب من جزيرة قرقنة، حيث أطلقوا نداء استغاثة التقطته مجموعة من المنظمات المدنية، من بينها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية"، مؤكدا أن "المنتدى أبلغ المنظمات المهتمة بإغاثة وإنقاذ المهاجرين، على غرار الهلال الأحمر التونسي الذي تولى بدوره إعلام السلطات البحرية"، وقال: "علمنا لاحقا أنه جرى إنقاذ مجموعة المهاجرين العالقة في الجزيرة واقتيادهم نحو المنطقة البحرية بجزيرة قرقنة، غير أننا فقدنا الاتصال بهم بشكل كامل وليس لدينا علم بمصيرهم".
وعبّر المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عن "مخاوف من أن يُطرد المهاجرون نحو الحدود البرية"، مشيرا إلى أن "المجموعة تتكون من مهاجرين يحملون جنسيات مالية وغينية وسودانية"، مبررا قلق المنظمات المدنية بشأن مصير المهاجرين الذين فقد الاتصال بهم بـ"تواتر حالات الدفع بالمهاجرين نحو الحدود البرية وما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على حياتهم". وتابع: "خلال الأسابيع الماضية، حصلت حادثة مماثلة، حيث أنقذت السلطات البحرية مهاجرين علقوا في البحر ثم اقتيدوا نحو الحدود البرية مع دولة مجاورة، حيث أطلق المهاجرون نداء استغاثة بعد أن تاهوا في المناطق الجبلية الحدودية".
ورغم الانتقادات التي تتعرض لها السلطات التونسية بسبب سياستها في موضوع الهجرة، قال بن عمر إن السلطات التونسية "لا تزال تمارس سياسة طرد المهاجرين نحو الحدود رغم ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على حياتهم".

وأصدرت 61 منظمة محلية ودولية، مطلع الشهر الجاري، بيانا مشتركا دعت فيه السلطات التونسية لإنهاء الانتهاكات الحقوقية ضد اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين، بما يشمل الإنهاء الفوري للطرد الجماعي غير القانوني الذي يهدد الحياة. 
وتسجل إيطاليا تراجعا كبيرا في تدفقات المهاجرين انطلاقا من السواحل التونسية بنسبة تصل إلى أكثر من 81%، وكشفت بيانات حديثة نشرتها وكالة الأنباء الإيطالية  (نوفا)، حُدِّثت حتى 16 أكتوبر 2024، وصول 33 ألفا و349 مهاجرا إلى إيطاليا قادمين من ليبيا، أي ما يعادل 60.1% من إجمالي الوافدين البالغ عددهم 54 ألفا و577. أما من تونس، فقد وصل 17 ألفا و309 أشخاص عن طريق البحر، أي ما يعادل 31.7% من المجموع. وانخفض عدد الوافدين من تونس بشكل كبير بنسبة 81.36%، حيث انخفض من 92 ألفا و811 وافدا في عام 2023 إلى 17 ألفا و309 في عام 2024.

المساهمون