تونس: طلاب يتخلفون عن الامتحانات خوفاً من عدوى كورونا

01 فبراير 2021
انتقادات واسعة لضعف تطبيق البروتوكولات الصحية (Getty)
+ الخط -

يفضل طلاب تونسيون التخلّف عن امتحانات نصف السنة خوفا من عدوى فيروس كورونا، بعد انتقادات واسعة لضعف تطبيق البروتوكولات الصحية داخل الجامعات التونسية وتواصل مشاكل النقل الجامعي والعمومي .

وقرّر جزء من الطلاب في جامعات تونسية المقاطعة الجماعية للامتحانات، مطالبين وزارة التعليم العالي بإعادة تنظيم روزنامة الامتحانات بعد بدء حملة التلقيح، خوفاً من نقل العدوى إلى ذويهم أو نشرها في داخل السكن الجامعي .

وشكا طلاب في جامعات حكومية من ضعف العناية، ولا سيما ضعاف الحال الذين واجهوا قرارات الحجر ووقف الدروس وإخلاء المبيتات الجامعية من دون اعتبار لظروفهم المادية، ما دفع العديد منهم إلى التخلي طوعا عن الدراسة هذا العام ومقاطعة الامتحانات إلى حين تحسّن الوضع الصحي في البلاد.

وطالبت إدارات الكليات الطلاب بإجراء الامتحانات نصف السنوية المبرمجة خلال الشهر الحالي، مؤكدة الحرص على تطبيق تدابير الوقاية لمنع تفشي العدوى في صفوف الطلاب.

غير أن غاية الوحيشي، وهي طالبة في كلية علوم الاقتصاد بالعاصمة، قالت إن نقاشا وجدلا كبيرين فتحهما الطلاب داخل مجموعات مغلقة على منصات التواصل الاجتماعي بسبب عدم قبول الكليات تأجيل الامتحانات، مؤكدة أن نظام التدريس بالحصص لم يسمح للأساتذة بالتقدم في الدروس.

وقالت الطالبة نفسها، لـ"العربي الجديد"، إن أغلب الكليات لم تتقدم في الدروس والأعمال التطبيقية بسبب تعليق الدراسة في أكثر من مناسبة، ما يجبر الطلاب على مغادرة المبيتات الجامعية والعودة إلى بيوتهم العائلية، فضلا عن عدم تمكن العديد منهم من متابعة الدروس عن بعد نتيجة ظروفهم المادية وعدم توفر الربط بالإنترنت . وأضافت أن القرارات التي تصدر عن وزارة التعليم العالي لا تأخذ بعين الاعتبار الوضع المادي والنفسي للطلاب، مرجّحة ألا يعود جزء من زملائها إلى الدراسة هذا العام. 

وواجه طلاب أصيبوا بفيروس كورونا صعوبات في إقناع إدارات كلياتهم بعدم تسجيل الغيابات، بسبب رفض الشهادات الطبية ونتائج التحاليل كوثائق لتبرير الغياب.

وأعلنت وزارة التعليم العالي عن إجراءات استثنائية لفائدة الطلبة بتنظيم دورة امتحانات ثانية لفائدة المتخلفين لأسباب صحية  وقالت الوزارة، في بلاغ أصدرته مؤخرا، إنه " حرصا على التكافؤ في فرص التقييم بين جميع الطلاب، تقرر تنظيم دورة استثنائية لامتحانات الدورة الرئيسية للسداسي الأول للطلبة الذين أصيبوا بفيروس كورونا قبل الامتحانات، أو أثناءها، مشترطة تقديم ملف طبي يثبت ذلك" .

غير أن طلبة أصيبوا بالفيروس قالوا إنهم لم يتمكنوا من إجراء تحاليل بسبب عدم القدرة المالية وصعوبة النفاذ للعلاج في القطاع الحكومي، ما يعرّضهم للإقصاء النهائي من الامتحانات أو الرسوب.

ودعا الطلبة إلى مرونة أكثر من كلياتهم في التعامل من الغيابات والتخلف عن الامتحانات، معتبرين أن مشاكلهم مركّبة بسبب الوضع الصحي وظروف الإقامات في المبيتات الجامعية، إلى جانب تأثر العديد منهم بالوضع الاقتصادي جراء فقدان أسرهم لمصادر الدخل وعدم قدرتها على توفير مصاريف الدراسة.

المساهمون