تواترت محاولات الهجرة السرية نحو الفضاء الأوروبي، لتتطور معها عمليات هجرة الأطفال والنساء في تونس، وكثيراً ما تتحول إلى مشروع عائلي مشترك تحركه فكرة البحث عن غد أفضل.
وتشهد سواحل محافظة المهدية ونابل، منذ بداية شهر فبراير/ شباط الجاري، تواتراً لعمليات الهجرة السرية نحو الضفة الشمالية للمتوسط.
وتمكنت وحدات الحرس الوطني التونسي، من ضبط 17 طفلاً و17 امرأة من إجمالي 88 شخصاً كانوا ضمن مراكب للهجرة السرية، وذلك ما بين يومي 2 و3 فبراير/ شباط الجاري بحسب تأكيد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الجبابلي لـ"العربي الجديد".
ونجحت وحدات الحرس الوطني بجبنيانة، بمحافظة المهدية، ونابل بالشمال الشرقي وغنوش بقابس جنوباً، من إحباط 5 عمليات هجرة سرية، وأغلب الموقوفين هم من محافظات: المهدية، سوسة، المنستير، تونس ونابل، ومن بينهم أيضاً 32 مهاجراً من جنسيات أفريقية مختلفة، وشخصان مبحوث عنهما لدى السلطات الأمنية، كما تم حجز مبالغ مالية من العملة الأجنبية والتونسية وكمية من المحروقات، وفق تأكيد بيان للحرس الوطني.
وتم حجز مركب صيد، أمس الأربعاء، ضمّ لوحده 29 شخصاً من بين 88 مهاجراً سرياً، وكان من بينهم 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عاماً و4 نساء من بينهم امرأة حامل، وتم إعلام قاضي الأسرة والطفولة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
كما تم خلال الليلة الفاصلة، بين يومي 1 و2 فبراير/ شباط الجاري، وإثر توفر معلومات حول محاولة مجموعة من الأشخاص عبور الحدود، مداهمة منزل وضبط 8 أشخاص (من بينهم امرأة وطفل) حيث تتراوح أعمار المجموعة بين 4 و40 سنة ينحدرون من سوسة، والقيروان وصفاقس، وكانوا بصدد التحضير لعملية اجتياز للحدود البحرية خلسة باتجاه الفضاء الأوروبي، وحجز لديهم مبلغ مالي من العملة الأجنبية.
ويرى المسؤول عن الإعلام في "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "كلما كانت الأوضاع الاجتماعية والسياسية غير مستقرة، فضلاً عن الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس على عدة مستويات، فإنّ عمليات الهجرة السرية سترتفع"، مؤكداً أنّ الأوضاع التي تعيشها تونس "تلقي بظلالها على عدد من التونسيين وحتى على مهاجري جنوب الصحراء ممن كانوا يشتغلون في قطاعات هشة، وبالتالي تأثروا بدورهم بالأزمة الاقتصادية ولهذا نجدهم ضمن مراكب الهجرة السرية".
وأضاف بن عمر، أنّ "عمليات الهجرة السرية عادة تتقلص خلال هذه الفترة من السنة نظراً للظروف المناخية والتقلبات الجوية ومن أجل سلامة المهاجرين، ولكن مع ذلك هم يجازفون بالعبور لأنّ الرغبة في الهجرة تدفعهم إلى المغامرة"، لافتاً إلى أنّ "هجرة الأطفال والنساء هي من مظاهر الهجرة الجديدة التي أصبحت تشهدها تونس في الأعوام الأخيرة حيث وصلت قرابة 300 عائلة تونسية إلى إيطاليا في 2020".
وبيّن أنّ تواتر الهجرة من محافظة صفاقس "يعود إلى الشبكات الموجودة هناك في تنظيم عمليات الهجرة السرية وهي شبكات كبيرة، كما أنه لوحظ وجود عمليات تنطلق من المهدية ونابل، نظراً لقربهما الجغرافي من السواحل الإيطالية أي لاختصار المسافة والوقت، كما أنّ هذه المناطق أقل كثافة سكانية ما يسهل عمليات التنقل والتحرك".