تونس تعتمد أول تلقيح ضد سرطان عنق الرحم في المدارس

05 سبتمبر 2024
أمام إحدى المدارس في تونس العاصمة، 15 سبتمبر 2023 (ياسين محجوب/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إدراج التلقيح في الروزنامة الرسمية**: أعلنت وزارة الصحة التونسية عن إدراج التلقيح ضد سرطان عنق الرحم ضمن الروزنامة الرسمية للقاحات المدرسية بدءاً من عام 2025، مستهدفةً الفتيات اليافعات من سن 12 عاماً.

- **أهمية التلقيح وتأثيره**: يهدف التلقيح إلى تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، الذي يسجل سنوياً ما بين 300 و400 إصابة جديدة في تونس، وتقليل الخسائر المادية والبشرية الناتجة عنه.

- **تنفيذ الاستراتيجية الوطنية**: تشمل الاستراتيجية الوطنية تقصي فيروس الورم الحليمي البشري للنساء من سن 30 عاماً، وتقديم التطعيم داخل المؤسسات التربوية بواسطة فرق الصحة المدرسية.

تبدأ سلطات تونس الصحية، اعتماد التلقيح ضد سرطان عنق الرحم ضمن الروزنامة الرسمية للقاحات المدرسية، في إطار جهود مكافحة الأمراض الفيروسية التي تتسبب في تفشي الأورام السرطانية لدى النساء.

وأعلنت وزارة الصحة التونسية، يوم الأربعاء، أن التلقيح ضد سرطان عنق الرحم سيكون ضمن روزنامة اللقاحات بداية من عام 2025، إذ سيقدم بالمجان إلى الفتيات اليافعات بداية من 12 عاماً، وذلك في خطة وقائية من فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الأول لسرطانات عنق الرحم.

خطة وقائية في تونس

وتُسجّل تونس سنوياً ما بين 300 و400 إصابة جديدة بسرطان عنق الرحم الذي يصنّف ضمن السرطانات الثقيلة التي تتطلب تدخلاً جراحياً وعلاجاً كيميائياً لاستئصاله، وفق عضو الجمعية التونسية لطب النساء والتوليد الدكتور بشير الزواوي. وقال الزواوي في تصريح لـ"العربي الجديد": إنّ "التلقيح الجديد الذي أُدرِج رسمياً ضمن اللقاحات المدرسية سيقدم إلى الفتيات بداية من عمر 12 عاماً في مرحلة أولى".

وفيروس الورم الحليمي البشري هو عدوى فيروسية تسبب ظهور زوائد على الجلد أو الأغشية المخاطية، بعضها يمكن أن يسبب الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، من بينها سرطان عنق الرحم. وأكد رئيس جمعية طب النساء والتوليد أن "خطة التلقيح لعام 2025 تستهدف تقديم التطعيم لفائدة 100 ألف فتاة في سنّ الدراسة"، مشيراً إلى أن "اختيار هذه السن مرده الحرص على حصول الفتيات في هذا العمر على حق التلقيح، وهي السن التي تقلّ فيها نسبة الانقطاع عن التعليم إلى أدنى مستوياتها".

وتابع: "تضمن الخطة بداية من سن 12 عاماً حق التلقيح ضد سرطان عنق الرحم لأكبر شريحة ممكنة من الإناث في هذه السن"، وأشار إلى أن "الخطة تهدف لاحقاً إلى تطعيم الإناث في سن أكبر". وتحدث عن أهمية تلقيح سرطان عنق الرحم في التقليص من خطر الإصابة بهذا المرض وتقليل الخسائر المادية والبشرية التي تنجم عنه. وأفاد بأن "أغلب الإصابات التي تُكتشَف لدى النساء، إصابات متقدمة تستوجب علاجاً ثقيلاً وتدخلاً جراحياً لاستئصال الرحم والأورام ومتابعة العلاج الكيميائي والأشعة لمدة طويلة".

وأضاف: "مع ذلك، تبقى نتائج العلاج نسبية، وغالباً ما تنتج منها وفيات لدى نساء دون سنّ الأربعين عاماً". ويعتقد الزواوي أن "التلقيح سيثبت نجاعة في حماية النساء ومكافحة الأمراض الفيروسية المسببة له على المدى المتوسط"، مشيراً إلى أن "العديد من الدول الإسكندنافية بدأت باعتماده منذ سنوات" .

وهذا العام تلتحق تونس وفرنسا بركب البلدان التي توفر التلقيح ضد سرطان عنق الرحم لمواطنيها بالمجان، وفق المصدر ذاته. وتعتمد تونس، ضمن البرنامج الوطني للتلقيح، رزنامة لتطعيم مواطنيها بالمجان ضد أمراض مختلفة، بداية من الولادة، وتمتد خلال المسار الدراسي. وتتضمن هذه اللقاحات التطعيم ضد الشلل والحصبة والحميراء والخناق والكزاز.

وتجري عملية التطعيم داخل المؤسسات التربوية من طرف فرق الصحة المدرسية، ويتم اقتناء التلقيح وفق قوانين البلاد بصفة حصرية عبر الصيدلية المركزية، وتُخضَع اللقاحات قبل استعمالها لمختلف الاختبارات الفنية الضرورية طبقاً للمعايير الدولية واعتماداً على نظم الجودة في مختلف المراحل.

وقال الدكتور الزواوي إن العديد من المنظمات ستكون شريكة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لاستئصال سرطان عنق الرحم، تزامناً مع التحضيرات لإعلان التلقيح. وذكر أن الاستراتيجية ستكون مرفوقة بالتقصي عن فيروس الحليمي البشري لسرطان عنق الرحم للنساء اللاتي تبدأ أعمارهن من سنّ 30 سنة، مشيراً إلى أنه يجري حالياً تقصي خلايا عنق الرحم للكشف عن تغيرات بها والتعرف إلى الإصابة من عدمها.