تونس تحبط 47 محاولة للهجرة السرية خلال 4 أيام

17 اغسطس 2022
ارتفاع ملحوظ في محاولات الهجرة غير الشرعية (فتحي نصري/ فرانس برس)
+ الخط -

سجلت شواطئ تونس خلال الأسابيع الأخيرة أرقاما قياسية في عدد قوارب الهجرة السرية الواصلة إلى إيطاليا أو التي تم اعتراضها في عرض البحر، بينما تعيش أسر في محافظات داخلية على وقع مآس بعدما فقدت أفرادا منها في رحلات هجرة غير شرعية انتهت بالغرق.

وأعلنت قوات الأمن التونسية، الإثنين، إحباط 47 محاولة هجرة غير نظامية بحراً خلال نهاية الأسبوع، وإنقاذ وتوقيف 657 شخصاً شاركوا فيها، بينهم عشرات التونسيين والمصريين.

وقال الحرس الوطني في بيان له إن وحداته العاملة في كافة سواحل البلاد تمكنت، خلال الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين، من "إحباط 10 عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة، ونجدة وإنقاذ 156 مهاجرا كانوا ينوون الوصول إلى إيطاليا، يحملون جنسيات من دول أفريقيا جنوب الصحراء و54 تونسيا".

وكشف المتحدث باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي عن تفاصيل عمليات اعتراض القوارب خلال الأيام الماضية، حيث جرى في الليلة الفاصلة بين يومي 11 و12 أغسطس/ آب إحباط 4 عمليات اجتياز للحدود البحرية خلسة ونجدة وإنقاذ 76 تونسيا.

بينما تم بين يومي 12 و13 أغسطس إحباط 12 عملية اجتياز للحدود البحرية ونجدة وإنقاذ 184 شخصا، من بينهم 119 من جنسيات أفريقية مختلفة، وآخرون يحملون الجنسية التونسية.

أما خلال الليلة الفاصلة بين يومي 13 و14 أغسطس، فجرى إحباط 11 عملية اجتياز للحدود البحرية خلسة، ونجدة وإنقاذ 219 شخصا، من بينهم 113 مهاجرا من جنسيات أفريقية مختلفة، والباقون تونسيون.

كما أحبطت قوات الحرس البحري في الليلة الفاصلة بين يومي 14 و15 أغسطس 10 عمليات اجتياز للحدود، وتمكنت من إنقاذ 156 شخصا، من بينهم 102 من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء والباقون تونسيون.

وتعيش مدن تونسية هذه الأيام على وقع فواجع نتيجة غرق أفراد في محاولات هجرة فاشلة، حيث شهدت قرية الشراردة من محافظة القيروان، غربي تونس، مأساة أسرية بوفاة 6 من أفراد عائلة واحدة في عملية هجرة، وهن 3 نساء ومعهن 3 من أطفالهن.

وقال الباحث بمنتدى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ماهر حنين إن "نزيف الهجرة يعرف تحولات نوعية بسبب ارتفاع هجرة النساء المصحوبات بأطفالهن"، متوقفاً عند "حجم المخاطرة التي أصبحت تتكبدها العائلات بحثا عن الخلاص الفردي".

وأكد حنين، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "لا شيء يوقف نزيف الهجرة في غياب سياسات اجتماعية واقتصادية تحد من حالة الإحباط التي يعاني منها التونسيون بسبب وضعهم المالي الصعب".

وكشف تقرير للحكومة الإيطالية، نشر الاثنين، أن نسبة الهجرة السرية وعمليات الإنزال للقوارب على الحدود الإيطالية ارتفعت بنسبة 40 بالمائة منذ بداية العام الحالي وحتى يوليو/ تموز الماضي، في حين تم قبول 72423 طلب لجوء وحوالي 130 ألف طلب للحصول على جنسية.

واحتلت تونس المرتبة الثانية في عدد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا، تسبقها ليبيا وتليها تركيا، بحسب البيانات الرسمية المعلن عنها من قبل السلطات الإيطالية.

وقدرت السلطات الإيطالية عدد التونسيين الواصلين إلى ترابها منذ بداية العام الحالي بحوالي 125 ألفا و36 شخصا، من بينهم 6 آلاف قاصر، بينما بلغ عدد الواصلين من ليبيا حوالي الضعف بواقع 248 ألفا و9 مهاجرين.

وقالت إن عدد من يعلنون حملهم للجنسية التونسية وقت الوصول يقدر بـ20.3%، ثم مصر بـ16.7 بالمائة.

المساهمون