تونس تتعهد بوضع ضوابط لعمل أطبائها في ليبيا

12 مايو 2023
عمادة الأطباء التونسيين ترفض "المنافسة غير الشريفة" لليبيين (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

تسعى هيئة الأطباء في تونس لوضع ضوابط لعمل الأطباء التونسيين في ليبيا، في إطار تعاون بين الهياكل المهنية في البلدين، وذلك على إثر شكاوى وردت إلى مجلس عمادة الأطباء من النقابة العامة لأطباء ليبيا، تفيد بممارسة تونسيين مهنة الطب هناك، خارج الاتفاقات القانونية بين الجانبين.

وأعلنت هيئة عمادة الأطباء التونسيين، اليوم الجمعة، عن شروعها في وضع ترتيبات لمراقبة عمل منظوريها في الجارة الجنوبية لتونس، رافضة "المنافسة غير القانونية" لأطباء تونسيين لنظرائهم في بلدهم.

وقالت هيئة عمادة الأطباء التونسيين، إنّ "تنقل الأطباء للعمل في ليبيا لن يكون مسموحاً خارج الاتفاقات المشتركة لاتحاد أطباء المغرب العربي الكبير"، مؤكدة أنّ "ذلك سيكون وفق أذون مسبقة يحصل عليها التونسيون من هياكلهم المهنية".

وأكّد كاتب عام الهيئة نزار العذاري، أنّ النقابة العامة لأطباء ليبيا أعلمت، في إبريل/ نيسان الماضي، عمادة الأطباء التونسيين، بتوافد عدد كبير من الأطباء التونسيين للعمل في القطر الليبي، دون أخذ أذون مزاولة المهنة، أو علم من قبل الهياكل المهنية التونسية.

وقال العذاري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمادة الأطباء التونسيين ترفض هذه الممارسات التي تدخل في إطار منافسة غير شريفة للأطباء الليبيين في بلدهم"، معتبراً أنّ "ذلك يضّر بسمعة الطب التونسي" .

وأضاف: "تجمع بين الأطباء التونسيين والليبيين علاقات زمالة جيّدة وتعاون صحي مثمر، وهو ما يتطلب الحرص على الحفاظ عليها، ووضع حد لأي ممارسات غير قانونية تضر بمصالح المرضى والأطباء".

وشرح في السياق ذاته أنّ "الهيئة تأكدت من ثبوت تنقّل أطباء للعمل في ليبيا سواء لفحص المرضى، أو إجراء عمليات جراحية بالتعاون مع مصحات ليبية في محافظات مختلفة، وذلك خارج الاتفاقات القانونية للعمل".

وحذر كاتب عام عمادة الأطباء من أنّ "عمل الأطباء في ليبيا دون تصاريح مسبقة، يمكن أن يؤدي إلى انتحال صفة أطباء من قبل متطفلين على المهنة ما يضر بسلامة المرضى"، مشيراً إلى أنّ "عمادة الأطباء سبق أن أحالت على القضاء التونسي شكاوى من انتحال صفة طبيب من قبل أشخاص من خارج المهنة".

وكشف أنّ "الأذون التي ستمنحها العمادة مسبقاً للأطباء التونسيين الراغبين في التنقل إلى ليبيا، ستكون محددة في المدة، ومراقبة من قبل لجنة مشتركة من المهنة ومكتب الصحة بالسفارة الليبية في تونس، حفاظاً على الحقوق القانونية للأطباء والمرضى".

وفي مارس/ آذار الماضي، اتفقت جميع عمادات الأطباء في المغرب الكبير على إرساء منظومة تعطي الضمانات الكافية لعمل مشترك وآمن في كنف القانون يحفظ حقوق المرضى والأطباء، وذلك على هامش اجتماعها بمدينة مراكش المغربية.

ويحظى الطب التونسي بثقة كبيرة من قبل المرضى الليبيين الذين يتوافدون بكثافة على المراكز الطبية التونسية في مختلف الاختصاصات.

وبحسب بيانات رسمية، يؤم تونس للعلاج نحو 380 ألف مريض أجنبي، منهم 320 ألف مريض ليبي، و17 ألف مريض جزائري، مقابل 11 ألف مريض يفدون من السوق الأوروبية، و17 ألف من دول أفريقيا جنوب الصحراء، فيما يبلغ رقم معاملات القطاع 500 مليون دينار، أي نحو 166 مليون دولار، أغلبها بالعملة الصعبة تحت عنوان خدمات طبية.

وخلال السنوات الماضية، أُنشئت في تونس مراكز صحية ومستشفيات خاصة ذات قدرة استيعابية كبيرة، خصوصاً في المناطق الجنوبية والشرقية القريبة من الحدود الليبية، ما سهّل على الليبيين الإقبال بشكل أكبر على العلاج في تونس.

المساهمون