أكّدت باحثات فلسطينيات، اليوم الجمعة، أنّ المرأة الفلسطينية لعبت دوراً مهماً في المقاومة، وقدّمت صوراً مشرقة عن النضال، وساهمت في التعريف بالقضية الفلسطينية، وهي اليوم مُرابطة في بيتها للدفاع عنه وعن أرضها.
واعتبرن أنّ العمل الذي قامت وتقوم به المُقاومات والصامدات يستحق التشجيع، مشيرين إلى أن هذا الدور في الحقيقة راكمته الفلسطينيات عبر التاريخ، ولم ينحصر في رحلة الكفاح، بل في إعداد جيل للمقاومة.
جاء ذلك خلال مؤتمر نظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في تونس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الموافق لـ 8 مارس/ آذار من كل عام، تحت عنوان:" غزة، المرأة الفلسطينية والمقاومة"، حضرتها باحثات فلسطينيات.
وأكّدت الباحثة الفلسطينية في علم الاجتماع، راوية الناظر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "المرأة الفلسطينية عملت بأسلوب مغاير للأطر المعروفة في المقاومة، وقدّمت نموذجاً متفرداً، فكانت الطبيبة الحاضرة في الصفوف الأمامية، والإعلامية التي تستشهد، والأم التي تنجب الأطفال، وهذا مهم جدّاً في حرب وجودية"، مضيفة أنّ "سياق الحرب في فلسطين خاص".
وبيّنت أنّ "هناك تعدداً لأنواع المقاومة من خلال الحركة النسوية في فلسطين والتحرر النسوي، وأن هناك نجاحاً في نقل القضية الفلسطينية من دائرتها إلى العالم والتي كشفت عن وحشية إسرائيل".
وقالت الباحثة الفلسطينية في الأدب العربي، سمر عبد العظيم التي قدّمت مداخلة بعنوان، "المرأة الفلسطينية من الهزيمة إلى الثورة"، إنّ الدور الذي تؤدّيه المرأة الغزّية هام وتستحق تحية إكبار، مبيّنة أنّ "مقاومتها بدأت منذ 1898، إذ تظاهرت رفضاً لإقامة المستعمرات، وعندما جاء المستعمر البريطاني رفضت وجوده وتعاونت مع الرجل الفلسطيني من خلال التظاهرات، ثم انتقل دورها داخل المخيمات".
ولفتت إلى أنّ "المرأة الفلسطينية قاومت في 1948 بكل ما تستطيع، وسقطت جريحات"، مؤكدة أنّ "هناك مقاومة اجتماعية حيث عملت فلسطينيات على البعد الاجتماعي، وكان هناك وعي بالنهوض بأسر الشهداء، وعملت أيضاً حلقة وصل بين الثوار وعائلاتهم وعن طريق الجمعيات التي كوّنتها"، مضيفة أنها "سعت أيضاً إلى التعريف بالقضية الفلسطينية دون أن تأخذ المقاومة جانباً عسكرياً وذلك إلى حدود 1948، إذ تم تدريب نساء للدفاع عن يافا الفلسطينية، وصارت الفلسطينية لاجئة، وظهرت المقاومة السياسية، وتصدرت المرأة التظاهرات، وركزت على حق العودة والتصدي للعدوان الصهيوني، وبرزت المرأة الفدائية وخطفت الطائرات، وكل ذلك حصل لأول مرة مما ساهم في تعريف العالم بالقضية الفلسطينية، والحيلولة دون محو الهوية الفلسطينية".
وقالت الباحثة والكاتبة الفلسطينية، نور بدر، التي قدمت مداخلة عن "سوسيولوجيا الموت والسجن"، إن آخر الإحصائيات تشير إلى أنّ المرأة الفلسطينية "تستهدف مباشرة، وهناك نحو 20 ألفاً من النساء والأطفال استشهدوا من إجمالي 30 ألف شهيد"، مبينة أنّ "استهداف الفلسطينيات متعمّد، لأنّ معدل الإنجاب للمرأة الفلسطينية 6 أطفال تقريباً بغاية إفراغ الأرض من الناس، لأن الكيان يعمل على استهداف النساء والأطفال باعتبارهم مشاريع مقاومة، لذلك فالتصفية ليست جزءاً جانبياً، بل هي استهداف ممنهج، وكذلك استهداف المستشفيات لاستكمال تدمير هذا الوجود الذي قد يجعل أن هناك استمرارية للحياة".
وبينت أنه "يتم حرمان الفلسطينيات المصابات بالسرطان من العلاج باعتباره نمطاً من أنماط الإبادة في ظل السجن ومنعهن من التداوي".
وقالت الباحثة الفلسطينية في المركز العربي لدراسة السياسيات فرع الأردن، نوار ثابت، إنها استمعت لعدة شهادات وروايات عن المرأة الفلسطينية، وقد اختلفت قبل الحرب وبعدها، مؤكدة أنه "لم يكتب عن المرأة الفلسطينية سوى النخبة في مذكراتهن، وبعض الكتب الأخرى، وهذا مكّن من معرفة بعض العادات للفلسطينيات، ولكن من جانب النخبة فقط، والسؤال أين صوت الهامش والمغلوبات، وأين صوت المرأة الفلسطينية؟"، مشيرة إلى أنّ "هذا مهم للذاكرة النسائية وصوتهن أشد رهبة وقوة".
وترى الطالبة والباحثة في علم الاجتماع، مهى أبو حميد، التي تعد لدكتوراه عن دور المرأة الفلسطينية أنّها "قدّمت ما لم تقدمه أي امرأة في العالم"، مضيفة لـ"العربي الجديد" أنّ "المرأة الفلسطينية تحمّلت حروباً كثيرة، وهي مثال للمرأة الصابرة والقوية"، مشيرة إلى أنها "تعطي القوة لمن حولها وللأطفال خاصة".
ولفتت إلى أنّ "المرأة الفلسطينية تحارب بقوة على الأرض، وإعلام الاحتلال يصورها وكأنها دون إنسانية، لأنها تدفع أولادها إلى المقاومة، ويلمنها كونها ترسلهم إلى الموت، ولكنها مقاومة وستبقى كذلك".