تونس: إيقاف 23 ألف مهاجر سري خلال 9 أشهر

14 أكتوبر 2022
خلال إنقاذ مجموعة من المهاجرين السريين (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن رئيس مركز تونس للهجرة حسن بوبكري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن السلطات التونسية تمكنت خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، من إيقاف 23 ألف تونسي في عملية هجرة سرية، فيما تمكن 14 ألفاً فقط من الوصول إلى وجهاتهم، وأوضح أن "هذا يعكس أننا تحولنا إلى حرّاس للمتوسط والحدود الخارجية الأوروبية"، مؤكداً أن هناك انخراطاً مجتمعياً في الهجرة بعدما تحولت إلى مشروع مجتمعي وعائلي". 

وعلى هامش مؤتمر بدأ أمس ويستمر اليوم الجمعة حول "تحديات الوضع الإستراتيجي الجديد في المتوسط، التحديات الجيوسياسية والتكنولوجية المتعلقة بالهجرة"، والذي نظمه موقع "ريالتي" بالتعاون مع المعهد الأوروبي للمتوسط، أوضح بوبكري أن "الهوة تتسع بين الشمال والجنوب، والمواطن سيبحث عن الثروة أينما كانت"، مضيفاً: "أسباب الهجرة في المغرب الكبير تعود إلى اتساع هوة الدخل والتنمية بين الضفتين، وغياب التنمية... وظهرت الهجرة السرية عندما قرر الجار الشمالي إغلاق الأبواب أمام تنقل الشباب والعائلات".

وأكد بوبكري أن "العاملين الجيوسياسي والجغرافي يؤثران في الهجرة لأن تونس تقع في شمال أفريقيا على الضفة الجنوبية للمتوسط، وبين جارين رئيسين هما أفريقيا جنوب الصحراء والاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن "الهجرة حق من حقوق الإنسان في بلدان شمال أفريقيا والمغرب الكبير، والضفة الجنوبية هي بصدد تحمل التقلبات والتغيرات الجيوسياسية".

وأشار إلى وجود "تغيرات كبيرة في خاصيات المهاجرين؛ فهناك اليوم عائلات وأفراد ونساء وأطفال قصّر. ولم نشهد سابقاً المعدلات الحالية أي 2200 قاصر خلال الأشهر الـ9 من عام 2022 ، في حين أن العدد لم يكن يتجاوز المائة منذ سنوات عدة".

تابع: "في بعض المناطق كالقيروان، تهاجر عائلات موسعة من الجد والأب والأبناء والأحفاد أي حوالي 50 فرداً"، مؤكداً أننا "أصبحنا نتحدث هنا عن عائلات وتحول الأمر إلى تعبئة عائلية ومشاركة في تجميع المبالغ للهجرة والظرف المعيشي الحالي في تدهور". 

من جهته، قال وزير التكوين المهني والتشغيل السابق في تونس سليم التلاتلي إن "تونس تفقد سنوياً العديد من الكفاءات والأدمغة التي تكونها ويستفيد منها الغرب مجاناً"، مؤكداً أن "تداعيات الهجرة المنظمة والكفاءات لا تقل عن الهجرة السرية".

أضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "لا توجد فقط الهجرة السرية وقوارب الموت، بل هناك هجرة الكفاءات. فمن 2015 وحتى 2022، غادر نحو 40 ألف مهندس و3 آلاف طبيب. وهؤلاء أنفقت عليهم الدولة والمجموعة الوطنية الكثير وهناك من اكتسبوا الخبرة. سنوياً، يتخرج 900 طبيب؛ فعندما يغادر 700 أو ألف مثل العام الماضي، فإن المتخرجين الجدد لن يجدوا التأطير ولا الإحاطة. وفي مستشفى في سوسة مثلاً، إذا تواصل نسق هجرة الأطباء ستغلق أقسام، ما يعني غياب الخدمات الصحية للمواطن".

وأكد أن "العلاقة مع الاتحاد الأوروبي في الهجرة غير عادلة؛ فأوروبا لها سياسة واضحة وعلى المديين المتوسط والطويل في ملف الهجرة والكفاءات التي تحتاجها من الجزائر والمغرب وتونس، في حين أننا لا نملك أي سياسة في الغرض بل نتفرج على ما يحصل".

المساهمون