تلقى تونسيون اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بعد فترة ممانعة طويلة، بسبب اقتراب موعد الاعتماد الوجوبي لجواز التلقيح، الذي يدخل حيز التنفيذ يوم 22 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فيما يصرّ آخرون على رفض اللقاح رغم التضييقيات المرتقبة على تحركاتهم وأعمالهم.
وتبدأ تونس في 22 من الشهر الجاري الاعتماد الوجوبي لجواز التلقيح الذي سيطالب التونسيون ممن تجاوزوا سن 15 عاماً بإظهاره في كلّ الفضاءات العامة ومراكز التسوّق والمؤسسات الحكومية والمؤسسات التعليمية.
ورغم كلّ التسهيلات التي تقدّمها السلطات الصحية لغير الملقّحين بالسماح لهم باختيار صنف اللقاح، إلّا أنّ الممانعة لا تزال تشمل نحو مليون شخص ممن تجاوزوا سن الأربعين عاماً، وهم الأكثر تأثراً بتبعات الجواز الصحي باعتبارهم الفئة النشطة.
ويؤكد أحمد الطرابلسي ( 38 عاماً) أنه لا ينوى الحصول على اللقاح، مؤكداً التمسّك بموقفه برفض اللقاح والاكتفاء بالمناعة الذاتية التي طوّرها بسبب إصابته في حزيران/ يونيو الماضي، بفيروس كورونا مع بدأ تفشي المتحوّر دلتا في تونس.
ويقول الطرابلسي لـ"العربي الجديد" إنه سيتجنّب مع دخول الجواز الصحي حيز التنفيذ كلّ الأماكن العامة والفضاءات التي تجبره على إظهار وثيقة اللقاح، معتبراً أنّ الطابع الإجباري الذي اعتمدته السلطات التونسية ينتهك حقوق المواطنين في الحصول على اللقاح من عدمه، وهو ما يتنافى وقوانين البلاد السابقة التي تؤكد اختيارية التطعيم.
ورغم حبّه لكرة القدم وشغفه بمتابعة فريقه الرياضي في الملاعب، إلّا أنّ المتحدث أكّد أنه مستعد لمتابعة المقابلات الرياضية عن بُعد في بيته لتجنّب اللقاح.
وأضاف أنه يُعتبر محظوظاً بحكم عمله في القطاع الخاص، مقارنة بمن يعملون في القطاع الحكومي والذين سيُجبرون على تلقي اللقاح لتفادي الفصل المؤقت من العمل أو الاقتطاعات من أجورهم.
ولا تنوي السلطات الصحية إرجاء العمل بالجواز الصحي وفق ما أكدته عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا جليلة بن خليل.
وقالت بن خليل في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ الجواز الصحي سيصبح نافذاً في الموعد الذي قرّره المرسوم، داعية المتخلّفين عن تلقي اللقاح إلى الحصول على الجرعة الأولى وتحصين أنفسهم من المتحوّرات الجديدة التي تتميّز بسرعة انتشار عالية مقارنة بالمتحوّر السابق "دلتا".
وتتجنّب كريمة بن رجب (43 عاماً) التبعات المهنية لعدم أخذ اللقاح بقرار الذهاب إلى مركز صحي من أجل الحصول على أول جرعة منه بعد أن كانت صحبة زوجها في صفوف الممتنعين عن التحصين ضد الفيروس.
وتقول كريمة لـ"العربي الجديد" إنه لا ثقة لها بنجاعة اللقاح، غير أنها مجبرة على الحصول على جرعة أولى للاستمرار في عملها مدرّسة بإحدى المؤسسات التعليمية الحكومية.
وأفادت في سياق متّصل بأنها طوّرت المناعة بعد إصابتها سابقاً بالفيروس، مقرّرة الاكتفاء بجرعة تحصين واحدة لتجنّب المساءلة والمنع من العمل بسبب الجواز الصحي.
ويتجاوز الحاصلون على جرعتي اللقاح في تونس 5.3 ملايين من مجموع 7,1 ملايين سجّلوا على المنصة الإلكترونية لتلقي اللقاح.
كذلك بلغ عدد الحاصلين على جرعة التحصين الثالثة 548 ألفاً، فيما تواصل السلطات الصحية دعوة من تجاوزوا سن الأربعين للحصول على جرعة ثالثة، تأهباً لموجة عدوى جديدة قد يسبّبها المتحوّر "أوميكرون".