يضطّر السوري عبد الله المصطفى إلى الذهاب للمشفى بشكل دوري لإجراء غسل الكلى، فهو يقيم في شمال غرب سورية، خاصة بعد توقف منظومة الإسعاف المبكر التي تديرها منظمة "سورية للإغاثة والتنمية" منذ الثالث من يوليو/ تموز الجاري.
يقول المصطفى لـ"العربي الجديد": "كانت سيارات الإسعاف التابعة للمنظومة تنقلني للمشفى وتعيدني للبيت منذ أكثر من عامين، وحاليا أخبروني أن الدعم توقف، فوجئت لكوني لا أملك وسيلة أذهب بها للمشفى، كما أنني بحاجة لغسل الكلى بشكل دوري، وهذا القرار كان بمثابة كارثة علي وعلى كثير من المرضى، نرجو أن يعود دعم المنظومة المهم لنا".
بدوره، يعاني محمد بصيص من الفشل الكلوي وهو بحاجة لإجراء غسيل للكلى بشكل دوري، وكانت منظومة الإسعاف المبكر تنقله وفق الموعد المحدد لمركز غسل الكلى، وتعيده أيضا للمنزل بعد إنهاء الجلسة، يقول لـ"العربي الجديد": "المشروع كان يقدم لنا خدمات كبيرة جدا ويساعدنا في كافة الظروف الصحية خاصة في موضوع غسل الكلى، المنظومة مدعومةً من منظمة سورية للإغاثة والتنمية، كان شبانها ملتزمين معنا التزاما شديدا للغاية، غير أننا بعد قرار التوقف شعرنا بالصدمة وتحمّلنا أعباء إضافية خاصة في ظل الأوضاع المادية الصعبة جدا، فليست لدينا القدرة على التنقل في سيارة خاصة لمركز الغسيل، متمنيا أن يعود دعم المشروع وأن يستمر في مساعدته للمرضى".
وقبل نحو أسبوع، أعلنت منظومة الإسعاف، التي تأسست في مطلع عام 2016 التوقف عن العمل بسبب توقف التمويل، وفق منسق مشروع المنظومة في سورية، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، موضحا لـ"العربي الجديد" أن العاملين في المنظومة كانوا حاضرين في كافة الأوقات. وأضاف: "لم تكن كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية مؤخراً سوى واحدة من الكوارث الإنسانية التي تصيب المنطقة، لم ننس بعدُ جائحة كورونا وفاشية الكوليرا ومن قبلها أحداث التهجير القسري والقصف العشوائي الذي طاول المنطقة طيلة الأعوام السابقة. فمن كان يقف على الخطوط الأولى في جميع الكوارث الإنسانية التي حدثت بالمنطقة بات اليوم متوقفاً عن تقديم كل هذه الخدمات نتيجة لتوقف الدعم الكامل عنهم".
وشدد على أنه "مع مطلع 2016 بدأت منظومة الإسعاف بشكل منظم بالعمل في شمال غرب سورية، لتصل إلى أكثر من 24 سيارة إسعاف قدمت مئات الآلاف من الخدمات الإسعافية حتى نهاية الشهر. ومنها تم إنشاء فرق الإحالة الباردة و4 فرق للتنسيق ومكتبي إحالة والتي تساهم في تقديم ما يقارب من 15000 إحالة باردة شهرياً، وتنسيق عمليات الإحالة بين أكثر من 150 منشأة صحية في ريف حلب الشمالي وعفرين وإدلب".
ولفت إلى أنه خلال الاستجابة لجائحة كورونا ساهمت المنظمة بتنفيذ أكثر من 100 ألف عملية نقل وإحالة خلال أعوام الجائحة. أضاف: "وبالتوازي طورنا برنامج ضبط العدوى في المنشآت الصحية الذي انطلق عام 2018 حيث تم تشغيل 4 فرق ومخبر وتم تدريب مئات العاملين في القطاع الصحي، والإشراف على عشرات المنشآت الصحية لتطبيق بروتوكولات ضبط العدوى المعتمد من منظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى الإشراف على التخلص من النفايات الطبية".
وأشار إلى أن أفراداً من المنظومة يرافقون مريضة تدعى إسراء إلى مركز غسل الكلى وقال: "إسراء التي تقاوم قساوة الحياة وآلام مرضها لتبقى برفقة أطفالها، إلا أننا قد نكون بجانبها للمرة الأخيرة لتكمل رحلة علاجها ونقلها بنفسها..".
وأوضح أنه لا معلومات لدى المنظومة حول أسباب توقف الدعم، موجها السؤال لمنظمة الصحة العالمية، مضيفا أن هناك محاولات مستمرة للحصول على دعم لها.