استمع إلى الملخص
- شددت المنظمة على تعزيز التعاون عبر الحدود لمراقبة الحالات المشتبه فيها، ونقل المعلومات دون فرض قيود على السفر، مع تحسين تنسيق الاستجابة للطوارئ ومكافحة الوصمة.
- أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن خطط لتحصين أربعة ملايين شخص، بينهم 3.5 ملايين طفل، مع تلقي الجرعات الأولى من اللقاح من الولايات المتحدة الأسبوع المقبل.
أوصت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، الدول التي رصدت عدوى جدري "إم بوكس" بإطلاق خطط تحصين ضدّه في المناطق الموبوءة. وبالعدوى تقصد المنظمة متحوّر "كلاد 1 بي" من فيروس جدري "إم بوكس" الذي تفشّى أخيراً في أفريقيا، والذي استدعى إعلان حالة طوارئ صحية عامة تُثير قلقاً عالمياً في 14 أغسطس/ آب الجاري، وهذا أعلى مستوى تحذير يمكن أن تُطلقه المنظمة. فالإصابات راحت تتزايد بوتيرة سريعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث فيروس جدري "إم بوكس" متوطّن، وكذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا التي لم تُسجّل أيّ تفشٍّ في أوقات سابقة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في يوليو/ تموز 2022 تفشّي فيروس جدري "إم بوكس"، الذي كان يُعرَف حينها باسم "جدري القرود"، في خارج أفريقيا حالة طوارئ صحية عامة تُثير قلقاً عالمياً في عام 2022. وبعد رفعها حالة الطوارئ في مايو/ أيار 2023، أوصت المنظمة كلّ الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية لهذا الفيروس أو الحفاظ على قدرات المراقبة.
والاثنين، أفادت المنظمة بأنّ التوصيتَين المذكورتَين ما زالتا ساريتَين، لكنّها أضافت إليهما توصيات أخرى تستهدف الدول التي تشهد تفشياً، ولا سيّما جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا. ومن توصيات المنظمة إطلاق خطط للنهوض بعمليات التحصين ضدّ جدري "إم بوكس" في المناطق التي رُصدت فيها إصابات، واستهداف الأفراد المعرّضين للعدوى بصورة كبيرة، ولا سيّما مخالطو المرضى والذين كانوا على اتصال جنسي معهم والأطفال والعاملون في مجال الرعاية الصحية.
WHO Director-General @DrTedros has issued temporary recommendations to countries experiencing an upsurge of #mpox.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) August 19, 2024
They cover:
🔹 Emergency coordination
🔹 Collaborative surveillance and laboratory diagnostics
🔹 Safe and scalable clinical care
🔹 Risk communication
🔹… pic.twitter.com/fTPGExEFGo
أمّا بشأن السفر أو النقل الدولي، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية بإنشاء أو تعزيز اتفاقات تعاون عبر الحدود خاصة بمراقبة الحالات المشتبه في إصابتها بعدوى جدري "إم بوكس" ومعالجتها، بالإضافة إلى نقل المعلومات إلى المسافرين وشركات النقل. وشدّدت على ضرورة تطبيق ذلك "من دون اللجوء إلى القيود العامة على السفر والأنشطة التجارية، التي من شأنها أن تؤثّر بلا جدوى على الاقتصادات المحلية والإقليمية والوطنية".
كذلك دعت منظمة الصحة العالمية الدول المتضرّرة إلى إنشاء أو تعزيز آليات لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ على المستويَين الوطني والمحلي، وتعزيز مراقبة الأمراض ورصدها، والتمييز بين الفرعَين الحيويَّين 1 و2 من فيروس جدري "إم بوكس" وإبلاغ المنظمة عن الإصابات "في الوقت المناسب وبوتيرة أسبوعية". وحثّت المنظمة على تحسين الأبحاث ومكافحة الوصمة المرتبطة بالمرض وتحسين مهارات العاملين الصحيين في مجال مكافحة جدري "إم بوكس" مع تزويدهم بمعدّات الحماية الشخصية.
الكونغو الديمقراطية: الدفعة الأولى من لقاحات جدري "إم بوكس" الأسبوع المقبل
في سياق متصل، أعرب وزير الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية سامويل-روجيه كامبا عن أمله في تلقّي الجرعات الأولى من اللقاح المضاد لجدري "إم بوكس" الأسبوع المقبل، وذلك من الولايات المتحدة الأميركية، في حين أنّ كميات جرعات اللقاح المتوفّرة في القارة الأفريقية محدودة. وأشار كامبا، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة كينشاسا بشأن أزمة جدري "إم بوكس" الاثنين، إلى أنّ الولايات المتحدة الأميركية واليابان عرضتا تقديم لقاحات، لكنّه لم يذكر عدد الجرعات المتوقّع إرسالها أو متى تصل تلك الآتية من اليابان.
وقال مسؤول في وحدة الاستجابة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، إنّ بلاده، التي تعدّ نحو 100 مليون نسمة، "تعتزم تحصين أربعة ملايين شخص، من بينهم 3.5 ملايين طفل". يُذكر أنّ أكثر من 96% من كلّ الإصابات والوفيات بسبب جدري "إم بوكس" سُجّلت في الكونغو الديمقراطية، التي تكافح منظومتها الصحية منذ فترة طويلة لاحتواء تفشّي الأمراض في مساحة البلاد الشاسعة. ويمثّل الأطفال دون الخامسة عشرة أكثر من 70% من المصابين بجدري "إم بوكس" و85% من المتوفين به في البلاد.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)