تنديدات باقتحام الاحتلال مستشفى كمال عدوان وحرقه: تدمير منظومة غزة الصحية

27 ديسمبر 2024
جثث في باحة مستشفى كمال عدوان، شمال قطاع غزة، 6 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في غزة، مما أدى إلى تدمير المنظومة الصحية واحتجاز المرضى والطواقم الطبية، مع قطع الأكسجين ونقلهم لاحقاً إلى مستشفى آخر.
- نددت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتدمير المستشفى، ووصفت ذلك بأنه جريمة جديدة ضمن سلسلة الاعتداءات على المستشفيات، مشيرة إلى تدهور الوضع الصحي ونقص المستلزمات الطبية.
- دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المجتمع الدولي لحماية المستشفيات والطواقم الطبية، مطالباً بفرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل ومساءلتها عن جرائمها.

بينما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تمضي في عملية إجهازها على مستشفى كمال عدوان الواقع في شمال قطاع غزة، تحديداً في محافظة شمال غزة، راحت تصدر تعليقات مندّدة بما ترتكبه إسرائيل بحق منشأة طبية أخرى في القطاع الذي تحاصره وتستهدفه بحرب إبادة جماهية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقد أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في هذا الإطار، اليوم الجمعة، بأنّ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان الواقع في بيت لاهيا يُعَدّ "إحدى الخطوات الأخيرة الهادفة إلى تدمير المنظومة الصحية في القطاع كلياً.

وندّدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بدورها، بتدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان الذي وصفته بأنّه "آخر القلاع الصحية" في محافظة شمال غزة، إحدى المحافظتَين اللتَين تشكّلان منطقة شمال قطاع غزة إلى جانب محافظة غزة. وقد أفادت المسؤولة الإعلامية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، اليوم الجمعة، بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في استهدافه الممنهج للمنظومة الصحية الفلسطينية، مطالبةً بضرورة التحرّك لوقف ذلك.

وأوضح المرصد، في بيان صحافي أصدره في وقت سابق من اليوم الجمعة، أنّ قوات الاحتلال حاصرت صباحاً مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا وطلبت من مديره الطبيب حسام أبو صفية جمع المرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية في ساحة المستشفى، في خلال 15 دقيقة. أضاف أنّ الممرّض في المستشفى وليد البدي أبلغ، في تسجيل صوتي، أنّ قوات الاحتلال اقتحمت بالفعل ساحة المستشفى مع بدء توجّه الكادر الطبي والمرضى إليها، قبل انقطاع الاتصال بإدارة المستشفى وبهؤلاء ومرافقيهم. وكان المستشفى يضمّ نحو 350 شخصاً، من بينهم 75 جريحاً ومريضاً، إلى جانب مرافقيهم، و180 شخصاً آخرين من الكادر الطبي والعاملين في أقسام المستشفى المختلفة.

أضاف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنّ اقتحام مستشفى كمال عدوان جاء بعد تكرار قوات الاحتلال استهداف المستشفى ومحيطه في الأسابيع الماضية، علماً أنّ الأمر بلغ ذروته أمس الخميس مع تفجير صناديق مفخّخة عدّة في محيطه، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد خمسة من أفراد طواقمه في مبنى مجاور. ولفت المرصد، في بيانه، إلى أنّ قوات الاحتلال شنّت في شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري أكثر من 37 اعتداءً مباشراً على مستشفى كمال عدوان، من خلال إلقاء قنابل من طائرات مسيّرة "كواد كابتر" تجاه أقسام المستشفى، إلى جانب إطلاق نار وقصف مدفعي وشنّ غارات على بوابة المستشفى، وتفجيرات متكرّرة بالروبوتات والصناديق المفخّخة في محيطه.

وبيّن المرصد أنّ قوات الاحتلال أمرت بإخلاء مستشفى كمال عدوان مرّات عدّة، منذ بدء التوغّل الثالث في شمال قطاع غزة في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مضيفاً أنّها لجأت إلى قصف متكرّر عندما رفضت الطواقم ذلك، فيما عمدت في وقت سابق إلى إجبار عدد من مرافقي المرضى والجرحى وأفراد الطواقم الطبية على إخلاء المستشفى واعتقلت آخرين وأجبرت البقيّة على النزوح.

وحذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تستهدف بطريقة منهجية وبنمط واضح ومتكرّر الطواقم الطبية القليلة المتبقية في شمال قطاع غزة، وذلك في مسعى لتدمير المنظومة الصحية بالكامل في الشمال الذي يسعى الاحتلال إلى تفريغه بالكامل من سكانه، من خلال عمليات القتل الجماعية المستمرّة والتهجير القسري. وشدّد المرصد على أنّ الاعتداء المتكرّر على المستشفيات واقتحامها وقتل أفراد طواقمها والمرضى فيها تمثّل كلها "وصمة عار" على جبين الإنسانية، وتعكس فشل المنظمات الدولية ذات العلاقة في تحمّل مسؤولياتها في ضمان حماية المستشفيات والعاملين فيها والمرضى الذين تؤويهم.

وقد طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية باتّخاذ الإجراءات اللازمة للوصول إلى المستشفيات في شمال قطاع غزة، والاضطلاع بمسؤولياتهما من أجل تأمين حماية المرضى والجرحى والطواقم الطبية، ومدّهم بالمساعدات الإنسانية، وتأمين الأدوية والمستهلكات الطبية والغذائية والطواقم الطبية. وشدّد على ضرورة إصدار تلك الجهات مواقف علنية استناداً إلى مبادئ عملها، بالحدّ الأدنى، بشأن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً أنّ هذه الانتهاكات تتكرّر بصورة خطرة ومتسارعة منذ أكثر من عام، في ظلّ فشل كلّ الجهود والمحادثات التي تدعو إلى وقف الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك تلك التي تجريها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وجدّد المرصد دعوته إلى كلّ الدول والأمم المتحدة بتنفيذ التزاماتها القانونية الدولية من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وفرض حظر أسلحة شامل على الكيان الإسرائيلي ومساءلته ومعاقبته على كل جرائمه، واتّخاذ كلّ التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك ومنع تهجيرهم قسراً.

الهلال الأحمر: جريمة أخرى يرتكبها الاحتلال بحقّ مستشفى كمال عدوان

من جهتها، أكدت المسؤولة الإعلامية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، في حديث تلفزيوني، بما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي بحقّ المنظومة الصحية في قطاع غزة، وشدّدت على ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولي فوراً لحماية ما تبقّى من مستشفيات في القطاع وكذلك لحماية الكوادر الصحية والمرضى والجرحى في مستشفى كمال عدوان. يُذكر أنّ حديث فرسخ أتى قبل أن تجهز قوات الاحتلال على المستشفى.

أضافت فرسخ في حديث إلى قناة إخبارية مصرية أنّ ما ترتكبه قوات الاحتلال في مستشفى كمال عدوان من حصار واقتحام، بالإضافة إلى ما ارتكبته أمس الخميس وأودى بحياة خمسة من كوادر المستشفى، "جريمة جديدة تُضاف الى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقّ المستشفيات وبحق الطواقم الطبية في قطاع غزة". وبيّنت أنّ الاحتلال أخرج معظم مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة، إذ إنّ 17 مستشفى بأفضل الأحوال تعمل بصورة جزئية فقط من أصل 36 مستشفى، في حين أُخرجت المستشفيات المتبقية عن الخدمة كلياً. وأشارت إلى شحّ كبير في المستلزمات الطبية والأدوية، وسط تشديد الاحتلال حصاره ومنعه إدخال الإمدادات المنقذة للحياة، الأمر الذي ينعكس على الواقع الصحي المتردّي اليوم في قطاع غزة.

وأوضحت المسؤولة الإعلامية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ استهداف قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان المتواصل منذ أسابيع يعني "حرمان محافظة شمال غزة من الرعاية الصحية"، ولا سيّما أنّ ذلك يتزامن مع استهداف المستشفى الإندونيسي ومستشفى العودة. ولفتت إلى أنّ المستشفيات الثلاثة المُشار إليها لطالما عملت من أجل خدمة المرضى والجرحى في محافظة شمال غزة، وقد سقط آخرها، مستشفى كمال عدوان، بواسطة التفجير والإحراق فيما مصير من كان في داخله ما زال مجهولاً. وشدّدت فرسخ على وجوب أن يتدخّل المجتمع الدولي عاجلاً لحماية المدنيين في محافظة شمال غزة وكسر الحصار عنها والعمل على استعادة الخدمات في كلّ المنشآت الطبية.

(العربي الجديد، قنا)

المساهمون