تلوّث الهواء الناجم عن الحرائق يقتل 1.5 مليون شخص في العالم سنوياً

28 نوفمبر 2024
يرتفع معدّل تلوّث الهواء في الهند بسبب عمليات الحرق، 6 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسبّب تلوّث الهواء الناتج عن الحرائق في وفاة أكثر من 1.5 مليون شخص سنوياً، معظمهم في البلدان النامية، مع توقعات بزيادة الوفيات بسبب تغيّر المناخ وزيادة حرائق الغابات.
- الدراسة توضح أن 90% من الوفيات تحدث في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مع تسجيل أعلى معدلات في الصين، الكونغو الديمقراطية، الهند، إندونيسيا، ونيجيريا.
- الباحثون يدعون إلى تحرك عاجل للحد من الوفيات وتوفير دعم مالي وتكنولوجي للبلدان المتضررة، مشيرين إلى "الظلم المناخي" الذي تعاني منه الدول الفقيرة.

يتسبّب تلوّث الهواء الناجم عن الحرائق بأكثر من 1.5 مليون وفاة سنوياً في مختلف أنحاء العالم، معظمها في البلدان النامية، بحسب ما أظهرت دراسة نُشرت اليوم الخميس وتغطّي السنوات الممتدّة ما بين عام 2000 وعام 2019. ومن المتوقَّع أن يشهد هذا العدد من الوفيات ارتفاعاً في السنوات المقبلة، لأنّ تغيّر المناخ يجعل حرائق الغابات أكثر تواتراً وكثافة، بحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ذي لانسيت".

ودرس باحثون من دول عدّة البيانات المتوفّرة، سواء تلك المتعلقة بحرائق الغابات التي تندلع في الطبيعة أو حرق الأراضي الزراعية لإزالة الشوائب من الحقول. وتوصّلوا إلى أنّ ما بين العامَين المشار إليهما آنفاً، سُجّلت نحو 450 ألف وفاة سنوياً بسبب أمراض القلب الناجمة عن تلوّث الهواء الذي تتسبّب فيه الحرائق. وتُعزى 220 ألف وفاة أخرى، ناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي، إلى الدخان والجزيئات المنبعثة في الهواء بسبب الحرائق. ووثّقت الدراسة كذلك أنّ 1.53 مليون وفاة في العالم أتت لأسباب مختلفة متعلّقة بتلوّث الهواء الناجم عن الحرائق.

وسُجّلت أكثر من 90% من الوفيات المذكورة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، 40% منها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وحدها. ومن بين الدول التي سجّلت أعلى معدّلات وفيات الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية والهند وإندونيسيا ونيجيريا.

ويتحمّل العدد القياسي لعمليات الحرق غير القانوني للحقول الزراعية في شمال الهند المسؤولية، جزئياً، عن تلوّث الهواء والسحابة الناتجة عنه، تلك السحابة التي تغطّي العاصمة الهندية نيودلهي وتسجّل تركيزات من الجسيمات الدقيقة الضارة أعلى بكثير من المعايير الصحية العالمية. وقد دعا معدّو الدراسة المذكورة إلى "التحرّك بصورة عاجلة" لوضع حدّ للعدد الهائل من الوفيات الناجمة عن هذه الحرائق، مشدّدين على "الظلم المناخي" الذي تعاني منه الدول الفقيرة.

وقد أفاد الباحثون أنّ طرق تجنّب الدخان الناتج عن الحرائق، من قبيل الابتعاد عن المناطق الأكثر تلوّثاً واستخدام أجهزة تنقية الهواء والكمامات والبقاء في المساحات المغلقة، ليست متاحة للأشخاص في البلدان الفقيرة. ودعوا إلى توفير مزيد من الدعم المالي والتكنولوجي لسكان البلدان الأكثر تضرّراً.

ويأتي نشر الدراسة بعد أسبوع من محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، التي وافق المندوبون في خلالها على زيادة تمويل القضايا المناخية الذي تعدّه البلدان النامية غير كافٍ، وكذلك بعد حالة طوارئ وطنية أعلنتها الإكوادور في أعقاب حرائق غابات دمّرت أكثر من عشرة آلاف هكتار في جنوب البلاد.

(فرانس برس)

المساهمون