التلوث في دير البلح يفوق الكارثة: تراكم النفايات وتسرب الصرف الصحي

24 يونيو 2024
تراكم النفايات في دير البلح يضاعف معاناة النازحين، 26 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تفاقمت الأوضاع الإنسانية في دير البلح، قطاع غزة، بسبب تدفق النازحين وتوقف الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، مما أدى لتفشي الأمراض المعدية.
- العمليات العسكرية الإسرائيلية استهدفت البنية التحتية، مسببة تلوث مياه الشرب وتسرب مياه الصرف الصحي، وخلقت كارثة بيئية وصحية.
- رئيس بلدية دير البلح دعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الحرب وفتح المعابر لإدخال المعدات اللازمة للتخفيف من الأزمات الإنسانية.

لم تعد في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة أراضٍ متاحة إلا ونصب النازحون الفلسطينيون فيها خيمهم، على امتداد 56 كيلومتراً مربعاً هي كل مساحة المدينة، التي تعاني من أوضاع إنسانية "فاقت الكارثة وتسببت بمضاعفة معاناة الفلسطينيين بشكل كبير جدا، وتفشي أمراض معدية وخطيرة، خاصة مع تدفق مئات آلاف النازحين لهذه المناطق وتوقف الخدمات مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، جنوبي القطاع"، وفقا لتصريحات رئيس بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، دياب الجرو.

التلوث في دير البلح يصل إلى مياه الشرب

وأضاف الجرو لـ"الأناضول": "هذا الوضع أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين، وفي مقدمِها الأمراض المعدية كالكبد الوبائي والربو والنزلات المعوية، ما ينذر بتفاقم الحالة العامة بشكل مخيف في حال عدم معالجة الأمر"، مشيرا إلى أن مدينة دير البلج تستوعب حاليا نحو 700 ألف نازح موزعين في 150 مركز إيواء في جميع أنحاء المدينة، قائلا: "لم تبق هناك أراضٍ فارغة إلا وحط النازحون بها رحالهم كما الحال في المدارس والقاعات والصالات المغلقة وصالات المناسبات".

واضطر سكان مدينة رفح والنازحون فيها إلى النزوح مجددا باتجاه مدينة دير البلح ومناطق وسط القطاع مع بدء العملية العسكرية البرية في المدينة في السادس من مايو/ أيار الماضي، حيث تعاني المدينة من تكدس النفايات في ظل نقص الآليات والمعدات نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 17 عاما، كما أثر ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف على الخزان الجوفي والبيئة، لاسيما وأن تحلل هذه النفايات وترشح العصارة السامة إلى الخزان الجوفي سيتسببان بتلويث مياه الشرب وسيخلقان كارثة بيئية وصحية، وقد تحتاج إلى سنوات طويلة لمعالجة تداعياتها، وفقا للجرو.

الصورة
تكدس النفايات في دير البلح، 26 مايو 2024 (الأناضول)
تكدس النفايات في دير البلح، 26 مايو 2024 (الأناضول)

وأشار رئيس بلدية مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي عدداً من آبار المياه ومضخات الصرف الصحي وإخراجها عن الخدمة، هذا إلى جانب استهداف الخطوط الناقلة والرئيسية لمياه الصرف الصحي الذي تسبب في تسرب هذه المياه إلى المدينة بشكل كبير ومفاقمة معاناة النازحين والسكان، وخلق مكاره صحية وبيئية، مبينًا أن إسرائيل دمرت أربعة خطوط صرف صحي رئيسية في المدينة.

وتواجه بلدية دير البلح صعوبات في التعامل مع النفايات المتكدسة من أزقة وشوارع المدينة ومحيط التجمعات السكنية ومراكز الإيواء المختلفة، نظرا لضعف الإمكانيات وقلة الموارد المتاحة وحاجة البلدية إلى آليات إضافية تتناسب مع الزيادة الكبيرة بأعداد السكان، وفق الجرو.

وقال الجرو: "إسرائيل تصنف دير البلح منطقة خدمات إنسانية آمنة، لكنها بنفس الوقت قامت باستهداف العديد من المناطق فيها، حيث سجل لدى البلدية تدمير 3000 وحدة سكنية بشكل كلي واستشهاد الآلاف من سكان المدينة". وأشار إلى أن إغلاق إسرائيل معابر القطاع ومنع إدخال غاز الطهي والوقود اضطرا السكان والنازحين إلى إشعال النيران بواسطة النفايات الصلبة والمواد السامة التي تتسبب في انبعاث غازات ضارة تسمم الأطعمة المطهوة، وبالتالي فإنها تشكّل خطورة على حياة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وطالب رئيس بلدية دير البلح المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة وفتح المعابر، وإدخال المعدات والآليات الثقيلة والمركبات اللازمة لعمل البلديات وغيرها من المستلزمات التي يتطلبها العمل البلدي للتخفيف من الأزمات الإنسانية التي أوجدتها الحرب.

ويتعمد الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حربه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تدمير البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ 17 عاما، مما ضاعف معاناة الأهالي في ظل نقص الإمكانات وشح الموارد وإغلاق المعابر.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون