تلوث المياه سبب رئيسي لالتهاب الكبد الوبائي في مناطق النظام السوري

تنتشر إصابات التهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) في العديد من مناطق سيطرة النظام السوري، نتيجة تلوث المياه بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي عبر شبكات المياه التالفة، في ظل عدم توافر اللقاح المأمون والناجع لالتهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) في سورية، وفق ما أوضح الطبيب محمد الصالح الحاصل على دكتوراه في الصحة العامة الدولية في حديثه لـ"العربي الجديد".

وبحسب الصالح، يطلق محلياً تسمية أبو صفار على التهاب الكبد الوبائي من النوع (أ). قائلا: "التهاب الكبد هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الحالات المرضية التي ينتج عنها حدوث التهاب في الكبد". متابعا: "تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد (أ) عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوّثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى". موضحا أن معظم المرضى يتعافون تماماً، ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر، إلّا أنّ نسبة قليلة جداً من الحالات قد تصل إلى الوفاة بسبب التهاب الكبد الخاطف (الصاعق). والأخير هو التهاب الكبد الشديد المترافق مع وجود علامات فشل الكبد. ويمكن أن يحدث عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (أ)، لكن تزداد فرصة حدوثه عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (ب)، لا سيما عند وجود إصابة بالتهاب الكبد (د) أيضاً. قائلا: "يرتبط خطر الإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد (أ) بنقص المياه المأمونة وتردي مستوى الإصحاح والنظافة العامة (كالأيدي المتسخة والملوثة)". ويكشف أن اللقاح المأمون والناجع لالتهاب الكبد الوبائي من نوع (أ) غير متوفر في سورية. 

ما هي أعراض التهاب الكبد الوبائي؟

وأشار الطبيب إلى أن أعراض فيروس التهاب الكبد (أ) لا تظهر عادةً إلا بعدما تكون قد أُصبت بالفيروس منذ بضعة أسابيع. غير أن الأعراض لا تظهر على جميع الأشخاص الذين يصابون به. وفي حال ظهرت الأعراض، يمكن أن تشمل: إرهاقاً وضعفاً غير معتاد، الغثيان والقيء والإسهال المفاجئ، الإحساس بألم أو عدم راحة في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن تحت الأضلاع السفلية، الذي يكون أعلى الكبد، وبراز شاحب أو رمادي اللون، فقدان الشهية، الحمى الخفيفة، البول الداكن، ألم المفاصل، اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)، الحكة الشديدة.

المياه الملوثة سبب رئيسي لانتشار التهاب الكبد الوبائي

ووفق ما كشفته صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري أمس الجمعة، كانت آخر الشكاوى التي تلقتها حكومة النظام السوري عن انتشار التهاب الكبد الوبائي من النوع (أ) في منطقة سهل الغاب، حيث وجه محافظ حماة معن صبحي الجهات المعنية بمتابعة شكوى أهالي بلدة العوينة في منطقة سهل الغاب، بعد تسجيل العديد من الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي. وأوضحت الصحيفة أن فرقا من الدائرة الصحية ووحدة المياه في مدينة السقيلبية توجهت إلى القرية لمعاينة الحالات وفحص المياه والتأكد من سلامتها. حيث رجحت المصادر الأهلية أن يكون تلوث مياه الشرب هو سبب انتشار الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي أو تناول الخضراوات المروية بمياه الصرف الصحي.

وبخصوص مأمونية مياه الشرب ومعالجتها، كشف المهندس البيئي محمد اسماعيل، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن عملية كلورة المياه (تعقيم المياه بالكلور) فعالة وتستخدم في قتل العديد من أنواع البكتيريا والفيروسات في المياه وتطهيرها. أضاف: "لكن هناك العديد من الأنواع تكون مقاومة للكلور، لذلك يجب استخدام آليات أخرى للتطهير بما فيها الأشعة فوق البنفسجية، لضمان مأمونية المياه وتطهيرها من أي بكتريا أو فيروسات ضارة". موضحا: "من المفترض أن تجري الجهات المختصة المسؤولة عن شبكات المياه فحوصات دورية لمياه الشرب، وذلك بهدف التأكد الدوري من صلاحية المياه للشرب، لكن هذه الإجراءات غائبة في مناطق سيطرة النظام، ولا تجرى تحاليل لمياه الشرب إلا بعد شكاوى المواطنين".

صحة

التحديثات الحية

منظمة الصحة العالمية: التهاب الكبد الوبائي يحصد 3500 شخص يومياً

وكشف مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن شبكات المياه في منطقة ريف حماة الغربي بسهل الغاب معظمها متضرر ويحتاج صيانة، قائلا: "سبق أن سجلت بلدة الشيحة إصابات بالتهاب الكبد الوبائي نتيجة تلوث المياه، وهذه المشكلة تتكرر في العديد من المناطق بمحافظة حماة".

وسبق أن سُجلت في العديد من مناطق ريف حماة، العام الماضي، إصابات بالتهاب الكبد الوبائي، منها بلدة حيالين في منطقة مصياف العام الماضي، كما سجلت إصابات في منطقة الدريكيش بريف محافظة طرطوس إضافة لمدينة طرطوس عام 2022. والسبب الرئيسي للإصابات هو المياه الملوثة.