تقرير أممي: وفيات الأطفال في العالم لا تزال عند مستويات "مقلقة"

11 يناير 2023
تقرير أممي يكشف وفاة 5 ملايين طفل حول العالم في 2021
+ الخط -

كشف تقرير أممي نشر الثلاثاء، أنّ خمسة ملايين طفل حول العالم توفوا في 2021 قبل بلوغهم سن الخامسة، وأنّ 1.9 مليون طفل ولدوا ميتين في الفترة نفسها، في معدّل "مقلق" على الرّغم من التقدّم الذي أُحرز على هذا الصعيد منذ مطلع القرن.

وتطرق التقرير الذي أعدته "مجموعة الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بتقدير وفيات الأطفال" والتي تضمّ خصوصاً "يونيسف" ومنظمة الصحّة العالمية والبنك الدولي، إلى "التفاوتات الهائلة" في معدلات وفيات الأطفال تبعاً للمناطق والدول التي يولدون فيها. وقال إنّ "واقع أنّ خمسة ملايين طفل قد توفوا في 2021 قبل أن يبلغوا سن الخامسة، هو أمر مقلق في ضوء توافر المعرفة والإجراءات للحيلولة دون هذه الوفيات".

قبل الشهر الأول 

وبحسب التقرير، فإنّ أقلّ بقليل من نصف هذه الوفيات (2.3 مليون وفاة) حدثت قبل أن يتّم الطفل شهره الأول، والسبب الأساسي لهذه الوفيات يتعلّق بـالولادة المبكرة أو مضاعفات متعلقة بالولادة.

أمّا بعد الشهر الأول، فإنّ السبب الأساسي لوفيات الأطفال هو الأمراض المعدية، بما في ذلك الالتهابات الرئوية والإسهال والملاريا.

وندّد التقرير بهذه الوفيات لأنّه كان بالإمكان "تجنّبها إلى حدّ كبير" لو توفّرت رعاية أفضل عند الولادة وتأمّنت المكمّلات الغذائية اللازمة وأتيح لهؤلاء الأطفال تلقّي اللّقاحات الضرورية، وكانت هناك بيئة آمنة لناحية الصرف الصحّي خصوصاً.

ولفت التقرير إلى جائحة كوفيد-19 التي عرقلت حملات التطعيم المنتظمة ممّا حرم مليوني طفل إضافي من تلقّي اللّقاحات الأساسية في 2021 مقارنة بعام 2020، أي 6 ملايين طفل مقارنة بعام 2019.

وحذّر التقرير من عواقب عدم تلقّي الرضّع اللقاحات اللازمة وما لهذا الأمر من انعكاس في المستقبل على أرقام وفيات الرضّع.

لكن التقرير نوّه ببعض المؤشرات الإيجابية، إذ انخفض معدّل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 50% منذ العام 2000 كما انخفض في الفترة نفسها بنسبة 35% عدد الأطفال الذين يولدون أمواتاً.

"تفاوتات هائلة" 

وعزا التقرير هذا التحسّن إلى "زيادة الاستثمارات في تعزيز أنظمة الصحّة الأولية لإفادة النساء والأطفال والشباب".

بالمقابل حذّر التقرير من "انخفاض المكاسب بشكل كبير منذ عام 2010، إذ لن يكون باستطاعة 54 دولة تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلّق بوفيات الأطفال دون سن الخامسة".

وحذّر التقرير من "وفاة ما يقرب من 59 مليون طفل وشاب قبل عام 2030، وفقدان ما يقرب من 16 مليون طفل بسبب الإملاص، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الخدمات الصحية".

وأعربت المنظّمات التي أعدّت التقرير عن أسفها لاستمرار التفاوتات الهائلة في معدلات وفيات الأطفال بين المناطق.

وقال الدكتور أنشو بانيرجي، المسؤول في منظمة الصحة العالمية إنّه "من الظلم الفادح أن تتشكّل فرص بقاء الطفل على قيد الحياة من خلال مكان ولادته فقط، وأن توجد مثل هذه التفاوتات الهائلة في وصولهم إلى الخدمات الصحية المنقذة للحياة".

بدورها قالت المسؤولة في "يونيسف" فيديا غانيش "يمكن تحقيق التقدّم في حال التحلّي بإرادة سياسية أقوى واستثمار هادف في الوصول العادل إلى الرعاية الصحية الأولية لكل امرأة وطفل".

أفريقيا جنوب الصحراء 

وبحسب التقرير فإنّ "الأطفال المولودين في أفريقيا جنوب الصحراء معرّضون لأعلى معدّلات خطر وفاة الأطفال في العالم: أعلى بمقدار 15 مرة مقارنة بالخطر الذي يتعرّض له الأطفال في أوروبا وأميركا الشمالية".

كذلك فإنّ "ما يقرب من نصف حالات الإملاص (ولادة الأطفال ميتين) حدث في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".

وقال خوان بابلو أوريبي، المسؤول في البنك الدولي "خلف هذه الأرقام ملايين الأطفال والأسر الذين حُرموا من حقوقهم الأساسية في الصحة. نحن بحاجة إلى الإرادة السياسية والقيادة للتمويل المستدام للرعاية الصحية الأولية التي تعدّ واحدة من أفضل الاستثمارات التي يمكن للبلدان وشركاء التنمية القيام بها".

فيما أوضح جون ويلموث، مدير شعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة: "أن التقديرات الجديدة تسلط الضوء على التقدم العالمي الملحوظ منذ عام 2000 في تخفيض معدل الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة. ورغم هذا النجاح، من الضروري بذل المزيد لمواجهة استمرار الاختلافات الكبيرة في بقاء الأطفال على قيد الحياة بين البلدان والمناطق، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى".

وتابع "لن نتمكن من تقليص هذه الاختلافات ووضع حد للوفيات التي يمكن تجنبها بين حديثي الولادة والأطفال في العالم إلا عبر تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، لا سيما عند اقتراب الولادة".

(فرانس برس، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
أطفال كثيرون ضحايا العنف الأسري اليوم، 28 أكتوبر 2024 (ريتشارد بايكر/ Getty)

مجتمع

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أن مئات ملايين الأطفال والمراهقين في أنحاء العالم يواجهون العنف اليومي في منازلهم ومدارسهم وأماكن أخرى.
الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.
الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
المساهمون