تفشي داء اللشمانيا بمناطق سيطرة "قسد" في سورية

05 يناير 2022
تنتشر اللشمانيا بين النازحين في المخيمات (Getty)
+ الخط -

ارتفعت الإصابات بداء اللشمانيا بشكل حاد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقيّ سورية، خصوصاً في تلك القريبة من نهر الخابور بمحافظة الحسكة، بالإضافة إلى مناطق الريف الشرقي في محافظة دير الزور.

وفي السياق، قالت عضو الهلال الأحمر الكردي في تل تمر، هنود شاهر إبراهيم، وهي المسؤولة عن علاج مصابي اللشمانيا في "مشفى الشهيدة ليكرين"، لـ"العربي الجديد": "بلغ عدد الإصابات المسجلة باللشمانيا منذ مطلع  أغسطس/ آب حتى نهاية عام 2021، أكثر من 16500 إصابة في المنطقة التي يمر بها نهر الخابور".

وبيّنت أنّ مشفى ليكرين يستقبل حوالى 100 إصابة كمعدل يومي للمصابين باللشمانيا، وهي طفيليات دقيقة تنتقل إلى الجسم عادة من طريق لسعة أنثى ذبابة الرمل المصابة. ويوجد قرابة 20 نوعاً مختلفاً من طفيليات اللشمانيا قادرة على التسبب بداء اللشمانيات.

وأوضحت هنود شاهر إبراهيم أنّ العلاج المتاح حالياً لمرضى اللشمانيا عبارة عن حقن بمادة الغلوكانتيم، ونكون قد أجرينا قبل ذلك فحصاً سريرياً أو مخبرياً لتحديد نوع الحقن الذي سيأخذه المريض إما عضلياً أو تحت الجلد، كذلك نعتمد على التحاليل أيضاً لمباشرة بالعلاج".

وتابعت إبراهيم: "يُقدّم العلاج مرتين في الأسبوع للشخص المريض، ويحصل على 8 جرعات خلال شهر تحت إشراف الهلال الأحمر الكردي، ويرتاح لمدة 18 يوماً لمعرفة النتائج وإذا ما تمّ الشفاء أو لا".

وشددت المتحدثة على أهمية الوقاية من هذا المرض الطفيلي، قائلةً: "في الصيف يجب على الأشخاص حماية أنفسهم في أثناء النوم، وذلك باستخدام "الناموسية" التي تحمي من دخول الحشرات، وإذا كان الشخص مصاباً، يجب أن يغطي الإصابة كي لا ينقل العدوى إلى من حوله، فاللشمانيا مرض طفيلي تنقله ذبابة الرمل التي تتكاثر في المستنقعات، ونحن لدينا نهر الخابور، ومياهه ملوثة وغير صالحة للاستهلاك، ما يوفر البيئة المناسبة لانتشار الحشرات والأوبئة".

وطالبت المتحدثة السلطات الصحية بإيجاد حلّ جذري لهذا المرض الطفيلي، عبر رشّ المبيدات للقضاء على ذبابة الرمل، والإسهام في التوعية بطرق انتقاله وسبل الوقاية منه، وذلك للحد من ارتفاع الإصابات.

وفي مناطق الريف الشرقي من محافظة دير الزور، سجّلت مئات الإصابات باللشمانيا، ففي بلدة الهرموشية وحدها تأكد أكثر من 450 إصابة باللشمانيا، وفق الناشط الإعلامي فواز المرسومي لـ"العربي الجديد"، حيث تشهد العديد من البلدات في منطقة الباغوز انتشاراً لمرض اللشمانيا.
وبيّن مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنه بالإضافة إلى تفشي اللشمانيا في المناطق السكنية، فإنها تنتشر بين النازحين في المخيمات، ومنها مخيم واشوكاني قرب مدينة الحسكة الذي يقيم فيه نحو 14 ألف شخص، إذ سُجِّل، أخيراً، 1320 إصابة.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اللشمانيا يؤثر بأفقر الناس في العالم، ويرتبط بسوء التغذية، والنزوح السكاني، ورداءة السكن، وضعف الجهاز المناعي، ونقص الموارد المالية. ويقدّر عدد حالات الإصابة بهذا الداء بين 700,000 ومليون حالة سنوياً.

المساهمون