تعليق الدوام في مدارس بشمال سورية: البرد وغياب التمويل

27 ديسمبر 2022
أحد فصول مدارس مخيمات أعزاز في سورية (نقابة المعلمين السوريين الأحرار بأعزاز/فيسبوك)
+ الخط -

أكدت "نقابة المعلمين السوريين الأحرار" في شعبة مخيمات منطقة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمال سورية، تعليق الدوام في معظم مخيمات أعزاز بسبب البرد والمطر، وعدم توفر مواد التدفئة في هذه المدارس. 

ونقلت النقابة عن مشرف المخيمات العشوائية زكريا قرندل أنّ "المجلس المحلي في مدينة أعزاز، بالتعاون مع المنظمات، هي الجهة المسؤولة عن توريد مادّة المحروقات لمدارس المخيّمات، ولكنها لم تزودنا به حتى الآن"، مضيفا أنه "تمّ تأمين كميات قليلة جداً من مادّة المازوت وبجهود شخصية من أعيان التربية ومن بعض مدراء المدارس لحين وصول المازوت من الجهات المورِّدة"، مشيرا لتلقي وعود بتزويد مدرستين فقط بوقود التدفئة خلال يومين من قبل منظمة "سند".


 

وأوضح عضو نقابة معلمي اعزاز عمر ليلى، لـ"العربي الجديد"، أن الدوام علّق في أغلب مدارس مخيمات اعزاز بسبب البرد الشديد والمطر وعدم توفر التدفئة في المدارس، وقال: "عدم توفر الوقود أدى لتعليق الدوام. لم يزود مجلس محلي أعزاز مدارس المخيمات بالمازوت، والآن مدارس المخيمات تعاني من عدم وجود تدفئة".

وأشار ليلى إلى أن مدارس المخيمات عبارة عن خيام، ومن الضروري جدا الإسراع بتزويدها بالوقود، قائلا: "الجهة المسؤولة هي المكتب التعليمي والمجلس المحلي في مدينة أعزاز، والمسؤولون إداريا وخدميا عن 36 مدرسة يرتادها نحو 20 ألف طالب". 

وأشارت النقابة إلى أن المدارس الـ36 التي علق الدوام فيها موزعة على مخيمات عشوائية وأخرى منظمة، وهي تعاني من المشكلة ذاتها، لافتة إلى أن المشكلة قد تتحول لاحتجاجات شعبية عامة في المخميات في حال لم يتم حلها جذريا.

وفي إدلب أغلقت بعض المدارس أبوابها بسبب توقف التمويل، منها مدارس موجودة في مخيمات شمال المحافظة، ومنها مدارس ضمن المدن. والعجز في تأمين التمويل مشكلة الكثير من المدارس في المنطقة، التي يعمل المدرسون بمعظمها بشكل تطوعي للحفاظ على سير العملية التعليمية.

الفتى عمر اسماعيل، البالغ من العمر 16 عاما، أكد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنه منذ أسبوعين منقطع عن المدرسة كونها أغلقت بسبب توقف الدعم عنها، لافتا إلى أن مدرسته تقع في مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي، وهو نازح يقيم مع أهله في مخيم قرب المدينة. 

بدوره، أوضح المدرس خالد (43 عاما) أن المدرسة التي يدرس فيها في مخيمات كللي شمال إدلب ستغلق أبوابها قريبا، بسبب توقف التمويل، وقال لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن المنظمات تبذل ما يمكنها للحفاظ على تمويل المدارس وسير العملية التعليمية فيها، لكن "حكومة الإنقاذ" تتجاهل تماما واقع المدارس في المخيمات ولا تعمل على إيجاد حلول لأزمة التعليم في المنطقة". ولفت أن الكثير أيضا من مدارس المخيمات مهددة بالإغلاق للسبب ذاته.

وكشف تقرير صدر عن فريق "منسقو استجابة سورية" في أغسطس/ آب، أن 930 مخيماً لا تحتوي على مراكز تعليم، وما يناهز 194 ألف طالب لا يتلقون التعليم في المنطقة، فضلا عن تسرّب 36.848 طالباً من الدراسة في المخيمات، ما يعكس الواقع المأساوي للتعليم في المنطقة التي يعاني سكانها من الفقر، ويعيشون أزمات وتهديدات مختلفة.

المساهمون