تضرر الطرق يعرقل إغاثة منكوبي فيضانات أفغانستان

27 مايو 2024
دمرت الفيضانات الكثير من طرق أفغانستان(حفيظ الله حبيب/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه أعمال الإغاثة في أفغانستان تحديات كبيرة بسبب الفيضانات الجارفة التي دمرت الطرق والبنية التحتية في ولايتي غور وفارياب، مما يعيق وصول المساعدات للمنكوبين.
- الدمار شمل تدمير 60 جسرًا و60 كيلومترًا من الطرق في ولاية بغلان، مع تأكيدات من نائب رئيس الوزراء وناشطين على الأضرار الجسيمة وصعوبات الوصول للمناطق المتضررة.
- الأوضاع المعيشية للمتضررين تزداد سوءًا بسبب استمرار الأمطار، مع تحديات إضافية تتمثل في خطر انقطاع الطرق ومحاصرة فرق الإغاثة، مما يجعل تركيز المساعدات على المدن أمرًا أكثر قابلية للتنفيذ.

تتواصل أعمال الإغاثة وتوزيع المساعدات على منكوبي الفيضانات الجارفة التي غمرت مناطق عدة في أفغانستان، لكنها تواجه عدداً من العقبات، أبرزها وعورة الطرق وتضرر معظمها من جراء الفيضانات، ما يعطل إيصال ما يحتاج إليه المنكوبون، فضلاً عن استمرار الفيضانات في بعض مناطق ولايتي غور وفارياب.
وقال وزير مواجهة الكوارث والأزمات الطبيعية، عبد الرحمن زاهد، لوسائل إعلام محلية، إن "المشكلة الأساسية هي استمرار الأمطار والفيضانات في عدة مناطق. يوم الخميس الماضي، شهدت مناطق في ولاية فارياب فيضانات جديدة، فتوجهت فرق الإغاثة والمساعدات صوب تلك المناطق، لذا ندعو الجميع إلى أن يساعدوا المنكوبين، والحكومة تبذل كل ما في وسعها من أجل مساعدتهم، لكن الجميع يعرفون أن الإمكانات ضعيفة، ولا يمكن الوصول إلى كل مكان، فبعض المناطق التي غمرتها الفيضانات بعيدة ونائية، والطرق المؤدية إليها دمرت بفعل الفيضانات، ما يجعلنا نستخدم المروحيات من أجل إنقاذ المتضررين وتوصيل المساعدات إليهم".
يضيف زاهد: "ترميم الطرق سيستغرق وقتاً طويلاً، وهذه عقبة أساسية في وجه توصيل المساعدات إلى المتضررين. أوصلنا كميات من مياه الشرب إلى المنكوبين في المناطق النائية من ولاية فارياب عبر المروحيات، وكذلك إلى بعض مناطق ولاية بغلان، لكن توصيل كل ما يحتاجون إليه عبر المروحيات صعب للغاية".
وأكد نائب رئيس الوزراء الملا عبد الغني برادر، في حديث مع ممثلي المؤسسات الإنسانية خلال اجتماع عقد في ولاية بغلان في 17 مايو الماضي، أن الفيضانات الجارفة غمرت مناطق شاسعة في شمالي أفغانستان، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية، موضحاً أن نحو 60 جسراً دمرت بشكل كامل في ولاية بغلان، كما دمرت الفيضانات 60 كيلومتراً من الطرق الرئيسية في الولاية، علاوة على تدمير بعض السدود.

دمرت الفيضانات الكثير من طرق أفغانستان (الأناضول)
يحمل متطوعون المساعدات على أكتافهم (الأناضول)

تطوع الناشط الأفغاني أحمد محمد لمساعدة المنكوبين والمتضررين في ولاية بغلان، ويقول لـ"العربي الجديد"، إن الأرقام الرسمية حول الأضرار لاتزال أولية، وإن الأرقام النهائية قد تكون أضعاف ما جرى الإعلان عنه. يضيف: "الطرق المدمرة في ولاية غور أكثر منها في ولاية بغلان، وفي بعض الأحيان نستغرق ساعات طويلة من أجل عبور منطقة صغيرة، ونضطر أحيانا إلى نقل المساعدات على الدواب أو الأكتاف بدلاً من السيارات".
يتابع محمد: "الكثير من المناطق محرومة من المساعدات بسبب تضرر الطرق، وقبل أن نتحرك صوب أي منطقة نعقد اجتماعاً مع رموز المنطقة، وأول سؤال نطرحه يكون حول الطريق، وهل يمكننا توصيل المساعدات أم لا؟ نعرف أن الناس بحاجة إلى الدعم، لكن الطرق مهمة كي تصل إليهم المساعدات، وفي كثير من الأحيان نتراجع عن قرار إيصال المساعدات إلى المنطقة إذا كانت الطرق مدمرة".
ويقول الأفغاني سرفراز، وهو من سكان إحدى مناطق ولاية غور التي تضررت مجدداً بفعل الفيضانات، لـ"العربي الجديد"، إن "ولاية غور من بين المناطق البعيدة، وهي من الولايات التي لم تشهد الكثير من التحسن فيما يتعلق بتعبيد الطرق، كما أن الكثير من مناطقها جبلية، ومكونة من الوديان، ومع هطول المطر تنحدر السيول عبر الوديان، وحالياً معظم الطرق التي تربط مركز الولاية فيروز كوه بالقرى والأرياف مدمرة، ما تسبب في تركيز المساعدات على المدينة وحدها".

ويوضح أن "ثمة معضلة أخرى تواجه المتطوعين والعاملين في الإغاثة، هي أن الأمطار لا تزال تهطل، والسيول مستمرة، وعندما يذهب عمال الإغاثة إلى المناطق النائية تكون هناك خشية من انقطاع الطريق، وبالتالي محاصرتهم داخل الوديان وسط السيول، ما يجعل إيصال المساعدات إلى المناطق البعيدة شديد الخطورة، بينما الأوضاع أفضل نسبياً في المناطق القريبة من المدن والمراكز".
حصل هذا مع رئيس جمعية الإحسان الخيرية، عبد الفتاح جواد، والذي ذهب مع فريقه المكون من أربعة أشخاص لتوصيل المساعدات إلى مناطق نائية في ولاية غور، فحاصرتهم السيول على ضفاف نهر هريرود، وحاول الناس إنقاذهم لأيام من دون جدوى، فاضطروا إلى اللجوء إلى منطقة جبلية مرتفعة للنجاة من السيول، ثم سلكوا طرقاً وعرة مشياً لمدة أربعة أيام متواصلة حتى وصلوا إلى مدينة فيروز كوه.

المساهمون