- الأمم المتحدة تقدر أن نصف سكان السودان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، مع تفاقم الأزمة بسبب الحرب، ودعوات دولية لوقف القتال وضمان توصيل المساعدات.
- تقارير تشير إلى تدهور حاد في الأمن الغذائي وارتفاع معدلات سوء التغذية، مع توقعات بوصول بعض مناطق دارفور لمرحلة الكارثة، وتأثير ذلك على الأطفال والبنية التحتية الصحية.
طالبت هيئة نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أمس الجمعة، في بيان شامل حول طبيعة أزمة الأمن الغذائي ومدى شدتها، بـ"اتخاذ إجراءات فورية لمنع انتشار الموت على نطاق واسع والانهيار الكامل لسبل العيش، وتجنب أزمة جوع كارثية في السودان".
وهيئة نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هي أداة لتطوير طرق تحليل الأمن الغذائي واتخاذ القرار، وتعد مقياساً موحداً لدمج بيانات الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش.
وكان من المقرر أن تحدّث الهيئة التي تدعمها الأمم المتحدة، تقريراً أصدرته في ديسمبر/كانون الأول، وقالت فيه إن نحو 5 ملايين شخص كانوا على شفا مجاعة كارثية، منهم 3.6 ملايين طفل دون سن الخامسة، و1.2 مليون امرأة حامل ومرضعة، لكنها لم تستطع فعل ذلك بسبب الحرب. وبدلاً من ذلك، راجعت الهيئة الأدلة المتاحة الأكثر حداثة، ونشرت التقرير الجديد أمس الجمعة الذي أبدت فيه قلقها الكبير من تدهور الوضع في السودان، ودعت إلى الضغط لاتخاذ إجراءات فورية لمنع المجاعة.
وأورد التقرير أنه "دون وقف فوري للأعمال القتالية، ونشر كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، سيواجه سكان ولايات الخرطوم والجزيرة ودارفور الكبرى وكردفان الكبرى، تهديدات جدية وكبيرة بالوصول إلى أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية خلال موسم الجفاف المقبل الذي يبدأ في إبريل/ نيسان المقبل".
واندلعت الحرب في السودان في 15 إبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقالت الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف السكان، يحتاجون إلى مساعدة، علماً أن 8 ملايين فرّوا من منازلهم.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، دعا مجلس الأمن إلى وقف الأعمال القتالية في السودان فوراً، في حين قالت الولايات المتحدة، أول من أمس الخميس، إنها ستضغط على المجلس لاتخاذ إجراءات من أجل توصيل المساعدات إلى الأشخاص الذين يعانون من جوع في السودان، ربما من خلال السماح بتسليم المساعدات عبر الحدود من تشاد.
وتشير تقديرات هيئة نظام التصنيف المرحلي إلى أن إنتاج الحبوب في السودان كان أقل بنسبة 46 في المائة من العام السابق، بسبب القتال في مناطق إنتاج المحاصيل الأساسية خلال ذروة موسم الحصاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق بنسبة 73 في المائة.
وكانت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ونائبة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إديم وسورنو، أبدت في إحاطة عرضتها خلال اجتماع عقده مجلس الأمن، في وقت سابق من الشهر الجاري، تخوّفها من أنّ سكان السودان "قد يواجهون بحلول مايو/أيار المقبل، في بعض أجزاء دارفور، ما نُطلق عليه المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لانعدام الأمن الغذائي الحاد، أي مرحلة الكارثة".
وأوضحت أنّ "سوء التغذية يرتفع إلى مستويات مثيرة للقلق ويودي بالفعل بحياة الأطفال". وأشارت إلى أنّ "تقييماً حديثاً أظهر أنّ طفلاً واحداً يموت كلّ ساعتَين في مخيم زمزم في الفاشر، شمالي دارفور. ويقدّر شركاؤنا في المجال الإنساني أنّ في الأسابيع والأشهر المقبلة، من الممكن أن يقضي نحو 222 ألف طفل في مكان ما في المنطقة بسبب سوء التغذية". وتابعت وسورنو أنّ "أكثر من 70 في المائة من المرافق الصحية لا تعمل، وأنّ الأطفال الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية يصيرون أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض تُعَدّ الوقاية منها ممكنة".
(رويترز)