تشييع الإيرانية مهسا أميني.. مطالب بمحاكمة المتسببين في وفاتها ورفض "الحجاب الإلزامي"
شيّع آلاف الإيرانيين صباح اليوم السبت، في مدينة سقز بمحافظة كردستان غربيّ إيران، الشابة مهسا أميني، التي توفيت أمس الجمعة في مستشفى بالعاصمة طهران، وذلك بعدما دخلت في غيبوبة بعد اعتقالها الثلاثاء الماضي من قبل شرطة الآداب والأخلاق بسبب حجابها.
وتظهر مقاطع مصورة متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية جمعاً غفيراً من المواطنين في مدينة سقز الكردية يشاركون في مراسم تشييع ودفن مهسا أميني، وسط هتافات ضد السلطات والمطالبة بمحاكمة المتسببين بوفاتها.
وذكرت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية، أن المشيعون رددوا أناشيد كردية في المراسم، ودعت الناشطة في مجال حقوق النساء، ليلا عنايت زادة، في بيان إلى إنهاء عمل دوريات شرطة الإرشاد، مؤكدة أن المساواة بين حقوق المرأة والرجل لن تتحقق من دون دعم الرجال.
وأفادت الصحيفة الإيرانية بأن بعض المواطنين توجهوا بعد دفن جثمان أميني نحو مقر حاكم المدينة للاحتجاج، مرددين هتافات منددة بالتسبب بوفاتها وسط حضور كثيف للشرطة.
وأضافت الصحيفة أن شخصين أصيبا بجروح خلال التجمع ونُقلا إلى المستشفى، لكن السلطات لم تؤكد ذلك رسمياً بعد.
وتظهر مقاطع مصورة لم يتسنَّ لـ"العربي الجديد" التحقق من صحتها، إطلاق قنابل مسيلة للدموع.
مراسم تشييع #مهسا_اميني، التي توفيت بعد أن تم نقلها للمستشفى على إثر تدهور صحتها داخل أحد أقسام شرطة الأداب في #إيران pic.twitter.com/d6RVtDuIdR
— جاده إيران Jadeh Iran (@jadehiran) September 17, 2022
وما زالت تداعيات الواقعة مستمرة، إذ تتوالى ردود الفعل الرسمية والشعبية والنخبوية على الحادث المؤلم وسط وعود السلطات بإجراء تحقيقات في ذلك، مقابل مطالبات من نشطاء بإنهاء عمل دوريات شرطة الآداب ورفض "الحجاب الإلزامي"، ومحاكمة من تسبّب بالواقعة.
وتحول حادث مهسا إلى قضية رأي عام ونشرت الشرطة الإيرانية، مساء الجمعة، مقطعاً مصوراً قالت إنه للحظة دخول الشابة مهسا إلى مقر الشرطة حتى وقوعها على الأرض في حالة إغماء.
وقالت الشرطة في المقطع إنها بعد دخولها قاعة برفقة فتيات أخريات للمشاركة في جلسة إرشاد، حيث جلست على كرسي ثم قامت وتحدثت مع خبيرة بالمركز إلى أن وقعت على الأرض "فجأة".
إلا أن مغردين ونشطاء على شبكات التواصل شككوا في الرواية الرسمية، فيما أعلنت منظمة الطب العدلي أنها تحقق في أسباب وفاتها، مشيرة إلى أنها ستعلن النتيجة لاحقاً.
الرئيس الإيراني يأمر بـ"تحقيقات عاجلة"
وأمر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وزير الداخلية أحمد وحيدي بإجراء "تحقيقات عاجلة" في الحادث الذي تعرّضت له أميني، ورفع تقرير بشأن ذلك.
وفي تغريدة اليوم السبت، قدم المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي التعازي لأسرة أميني لوفاة ابنتها "المحزنة"، قائلا إنه "لا يمكن نسيان مرارة بعض الأحداث".
وفيما أكدت عائلة الشابة، أمس الجمعة، أنها لم تكن تعاني من أي أمراض قلبية أو أخرى سابقاً، لكن وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة قالت اليوم السبت، نقلاً عن "مصدر مطلع" أنها كانت تعاني من المرض السكري والصرع، مشيرة إلى أن التصوير الإشعاعي أظهر أنها في الخامسة من عمرها خضعت لعملية جراحية لإخراج ورم دماغي، على حد قول الوكالة.
ونفت الوكالة صحة الأنباء عن تعرضها للتعذيب والتعنيف في أثناء الاعتقال.
وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي ليلة الجمعة السبت فيديوهات لا يتسنى لـ"العربي الجديد" التحقق من صحتها، قيل إنها لتجمع لبعض المواطنين في طهران أمام المستشفى التي كانت ترقد فيها مهسا أميني، وذلك بعد إعلان وفاتها.
ودعا حزب "اعتماد ملي" الإصلاحي في بيان إلى إلغاء قانون "الحجاب الإلزامي" وإنهاء عمل دوريات شرطة الأخلاق، مندداً بما وصفه "بالسلوك غير الإنساني" الذي قال إنه أدى إلى وفاة مهسا أميني.
وكانت مهسا أميني تزور طهران للسياحة، برفقة أسرتها القادمة من محافظة كردستان غربيّ البلاد، لكنها اعتُقلت على يد شرطة الآداب والأخلاق، الثلاثاء الماضي، في شارع حقاني شمالي العاصمة طهران، بسبب عدم التزامها معايير الحجاب، وأبلغت شقيقها كيارش أنها ستقتادها إلى مقر شرطة الأمن الأخلاقي، وسط العاصمة، لإعطائها "دورة تعليم وإرشاد".
وعلم شقيقها كيارش، بعد ساعتين من اعتقالها، أنها دخلت في غيبوبة ونقلت عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى كسرى في العاصمة، حسب موقع "فراز" الإيراني، الذي ذكر أن أطباء المستشفى أعلنوا أن الفتاة قد أصيبت بنوبة قلبية وجلطة دماغية.