سجّلت محافظة ذي قار، جنوبي العراق، إصابات متسارعة بالحمى النزفية التي تنتقل من المواشي إلى الإنسان وتشكّل خطراً على حياته، مُحذّرة من انتشار سريع للمرض، فيما دعت إلى توفير تخصيصات مالية لمكافحته والسيطرة عليه.
وارتفع عدد الإصابات بالحمى النزفية في المحافظة إلى 14 بعد تسجيل 3 حالات جديدة. وأكدت دائرة صحة ذي قار استمرار خلية الأزمة المُكوّنة من قبل المحافظ في العمل للسيطرة على المرض، فيما دعت لتدخل القوات الأمنية لتطبيق إجراءات العزل على المناطق المصابة.
وكانت المحافظة قد سجلت بداية الشهر الجاري 5 إصابات جديدة بالمرض، بعد أن كانت قد سجلت خلال العام الجاري نحو 20 إصابة.
مدير المستشفى البيطري في ذي قار، عماد الخفاجي، أكدّ أن "الإصابات بالحمى النزفية بدأت تنتشر بشكل سريع وخطر جدا، وأن إمكانيات المستشفى البيطري محدودة، لذلك طالبنا دائرة البيطرة في بغداد ومحافظ ذي قار بتوفير الدعم المادي لشراء مادة الدلتامثرين المكافحة لحشرة القراد، الناقل الرئيس لفيروس الحمى النزفية للحيوان".
وقال في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) "نحن بانتظار توفير هذه المادة لكي يقوم مستشفانا والمستوصفات التابعة لها بحملة رش وتغطيس لجميع الحيوانات في عموم المحافظة".
وأضاف "دائرتنا تقوم بحملات الرش والتغطيس مرتين في السنة الواحدة، وبشكل مجاني"، مؤكدا "ننتظر حتى الآن من أصحاب القرار توفير التخصيص المالي لشراء مادة الدلتامثرين للقيام بالحملة بأسرع وقت".
محافظات عراقية اتخذت إجراءات متسارعة للوقاية من المرض والحد من انتشاره، وقال مدير صحة محافظة كركوك، نبيل حمدي، إن "المحافظة ستشرع بحملة للوقاية من الحمى النزفية، لا سيما بعد ظهور حالات الإصابة بالمرض في محافظة ذي قار".
وأكد في تصريح صحافي أن "التحري حول موضوع الحمى النزفية في كركوك مستمر، وسوف نقوم بورشة عمل لنشر الوعي والثقافة حول آلية وكيفية انتقال المرض بين الناس في المحافظة"، مشيرا إلى أنه "حتى الآن لم تسجل أي حالة في المحافظة".
وأضاف "ستكون هناك قرارات صارمة تخص نقل الحيوانات والمواشي بين المحافظات، لا سيما أنه تم تسجيل العديد من الحالات في محافظة ذي قار، ونحن بصدد وقاية أو توفير كل شيء لمواطني كركوك وتهيئة مستشفى عزل مناسب لهم مع كادر مختص فيه لهذا الغرض".
والحمى النزفية مرض فيروسي ينتقل عبر الدواجن والماشية الى الإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمائة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومن أعراض المرض ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، ونحول عام، وآلام في العضلات، وغثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد، بعد خمسة أيام من المرض، خصوصا أن المعدل العام لحضانته من يوم واحد الى 14 يوما، وأن أهم إجراءات الوقاية منه رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها إلى الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.