يمرّ الدكاترة الباحثون، العاطلون من العمل، والمضربون عن الطعام منذ 25 يوماً، في مقرّ وزارة التعليم العالي في تونس، بأوضاع صحية صعبة.
وجرى مساء أمس، الخميس، نقل أحدهم إلى العناية المركزة، فيما تدهورت صحة إحدى المعطّلات والتي أصيبت بحالة من الإغماء، وتوفي أخيراً، المتخصص في الحضارة زهير العزعوزي، وهو من محافظة القيروان، بمسقط رأسه، دون أن يتحقق حلمه بإيجاد عمل. وكان زهير قد شارك في العديد من التحركات الاحتجاجية للدكاترة العاطلين من العمل.
وأكدت منسقة تحرك الدكاترة العاطلين من العمل منال السالمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ وضع الدكاترة المضربين عن الطعام بمقرّ وزارة التعليم العالي، في تدهور مستمر. إذ يعاني العديد منهم من الإرهاق والإغماء، مضيفة أنه رغم زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد للدكاترة المحتجين بالوزارة أخيراً، وبعد وعدهم بالنظر في ملفهم، إلّا أنّ الوضع لا يزال على حاله.
وأوضحت المتحدثة أنهم التقوا تقريباً بالرئاسات الثلاث، ولم تقدّم أي جهة حلولاً عملية لملفهم، ما يجعلهم يتساءلون عن الأسباب وعن صاحب القرار ؟ ولماذا تواصل الدولة تجاهل الكفاءات والخبرات، مؤكدة أنّ التجاذبات والصراعات السياسية لا تعنيهم، بل ما يهمهم هو حلّ ملفهم، لأن الوضع كارثي.
ولفتت إلى أنّ زميلهم الذي توفي أخيراً، سبق له أن شاركهم في أغلب الاحتجاجات والتحرّكات، لكنه رحل تاركاً أرملة وأطفالاً، ورضيعاً قدم حديثاً للحياة دون أن يتحقق حلمه في العمل، ودون أن يتمتع بالحق في العلاج.
وأضافت السالمي أنه ليس من السهل أن يدرس شاب في محافظة مهمشة كالقيروان، ويحصل على الدكتوراه في اختصاص الحضارة، ومن المؤسف أن يرحل دون أن يحصد ثمرة تعب وشقاء السنوات.
ورأت السالمي أنه لا بد من إدراج شهادة الدكتوراه في السلم الوظيفي، لأنّ شهادتهم غير معترف بها، و لا بد من توظيف الدكاترة في مخابر البحث وبجميع الوزارات، حتى تستفيد الدولة من خبراتهم.
ويُشار إلى أنّ عدد الدكاترة العاطلين من العمل في تونس بلغ حوالي 4000، أغلبهم في اختصاص البيولوجيا والكيمياء والاختصاصات التابعة للتعليم العالي، ولكن لا تزال عديد الانتدابات مغلقة منذ خمس سنوات.
ويطالب الدكاترة الباحثون، العاطلون من العمل، بانتدابهم في وزارة التعليم العالي وفي مخابر البحث وفي الوزارات والهياكل العامة.