تخفيض جديد يطاول سلة غذاء نازحي الشمال السوري

26 ديسمبر 2022
لا غنى عن المساعدات (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

أكّد فريق "منسقو استجابة سورية" عزم برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة على تخفيض قيمة السلة الغذائية القياسية مطلع العام الجديد 2023، الممنوحة للمستفيدين شماليّ سورية، إلى 40 دولاراً بدلاً من 60 دولاراً، وذلك في بيان صدر عنه مساء أمس الأحد. وقال إن التعديل الجديد سيشمل أيضاً القسائم النقدية، وهو التخفيض الخامس للبرنامج في شمال غرب سورية.

وأسف الفريق للتخفيض الجديد. وجاء في بيانه: "التخفيض الجديد أمر قد حذرنا منه سابقاً عقب التقرير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة، الذي تحدث فيه عن عملية التخفيض القادمة، ونؤكد أن التخفيض الأخير لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة، وسيدفع آلاف المدنيين إلى مستويات جديدة من الفقر. ووصل حد الفقر المعترف به إلى 4872 ليرة تركية (272 دولاراً) (88.02 في المائة من العائلات)، وحد الفقر المدقع إلى 3653 ليرة تركية (195.66 دولاراً)، عدا عن العجز الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية، الذي وصل إلى 62.16 في المائة".

ولفت الفريق إلى أن "قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش يتحمل المسؤولية الكاملة عن التخفيض بالإضافة إلى برنامج الأغذية العالمي، لكونه لم يوازن بين الاحتياجات الفعلية وأسعار المواد والسلع في السوق المحلية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً منذ إبريل/ نيسان الماضي حتى الوقت الحالي". 

وحذر الفريق الجهات الإنسانية من استمرار تخفيض المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن المنطقة قد تقبل على مجاعة لا يمكن السيطرة عليها، مطالباً الجهات الدولية العمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين في المنطقة، في ظل الأوضاع المتردية حالياً، وعدم قدرة آلاف المدنيين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

ولفت مدير الفريق محمد حلاج، إلى أن التخفيض الجديد الذي كان من المقرر أن يتم مع حلول نوفمبر/ تشرين الثاني لعام 2022، والذي سيبدأ العمل به مطلع عام 2023، عكس توافقاً على تمديد إدخال المساعدات لمدة ستة أشهر جديدة.

وأوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن المفاوضات مكثفة وكثيرة في الوقت الحالي، قائلاً: "هناك تحفظ على أي تصويت بطلب من الروس حتى انتهاء القرار الحالي، وبرنامج الأغذية العالمي قد يكون حصل على طمأنات بالتمديد بعد إقرار التخفيض".


من جهته، تحدث مسؤول مشروع برنامج الأغذية العالمي في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية، أحمد جميل، عن مأساة قد تحل بالمنطقة في حال عدم تمديد العمل بإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.

وقال أحمد جميل لـ"العربي الجديد": "نرجو أن تنتهي مأساة أهلنا الساكنين في الخيام، والذين فقدوا منازلهم وأموالهم ومصادر رزقهم. المصدر الرئيسي للدخل، الذي يكاد يكون الوحيد، هو المساعدات التي تدخل عبر باب الهوى، من أبرزها السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي وما يتبعها من طحين ومكملات غذائية، ولا يخفى على أحد كم المساعدات التي تخفف عن النازحين سوء الحال والجوع والفقر، وهي دخل رئيسي لأكثر من 500 ألف عائلة شماليّ سورية. هذه العائلات ستفقد مصدر الدخل الوحيد بحال توقف إدخال المساعدات من طريق معبر باب الهوى".

وتابع مسؤول مشروع برنامج الأغذية العالمي، أحمد جميل هاشم: "ناهيك عن العائلات الفقيرة المستفيدة، هناك حركة تجارية تساعد في تحريكها المساعدات، من عمالة وتطوع في المجال الإنساني. وهناك الأموال التي تدفع كرواتب للموظفين أو بدل سلل غذائية لقسم من المستفيدين، والرعاية الطبية".

وفي يوليو/ تموز الماضي، تبنى مجلس الأمن القرار 2642 لعام 2022، الذي مدد بموجبه آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تركيا لمدة ستة أشهر فقط. وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، في 12 يوليو/ تموز الماضي، إن "قرار مجلس الأمن اليوم بتجديد الأحكام الرئيسية للقرار 2585 لفترة أولية مدتها ستة أشهر يمكّن الأمم المتحدة من مواصلة العمل لإنقاذ الأرواح، والتخفيف من معاناة حوالى 4.1 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدة والحماية في شمال غرب سورية، الذين تظل عمليات الأمم المتحدة عبر الحدود بالنسبة إليهم شريان حياة لا غنى عنه".

المساهمون